حرية ميديا : علقت صحيفة "التايمز" (The Times) البريطانية على قمة الديمقراطية التي دعا إليها الرئيس الأميركي جو بايدن واصفة إياها بأنها "حفل ديمقراطي". وقالت -في مستهل افتتاحيتها اليوم الجمعة- إنه لا أحد يجب أن يُترك خارج الحفل، ولذلك ربما كان لا بد أن تكون هناك مشاعر قاسية بين الأنظمة المستبدة التي حرمت الحصول على مكان في هذه القمة، والتي عقدت في عالم افتراضي على مدار يومين هذا الأسبوع.
وذكرت الصحيفة أن بعض أكثر المستائين تلك الدول التي كانت أقرب إلى التأهل لقائمة الضيوف المكونة من 110 دول. ومن هؤلاء المجر، الدولة الوحيدة العضو في الاتحاد الأوروبي التي منعت من الدخول التي كانت غاضبة للغاية لدرجة أنها استخدمت حق النقض ضد المشاركة الكاملة من قبل بروكسل.
وربما كانت بولندا -التي صَنفت ديمقراطيتها "فريدوم هاوس" (Freedom House) وهي مؤسسة بحثية مؤيدة للديمقراطية بأنها في حالة انحدار على مدى السنوات الخمس الماضية- محظوظة لتتأهل للحضور.
وأشارت الصحيفة إلى أن إدراج الهند -الصديقة للأعمال التجارية ولكنها استبدادية بشكل متزايد تحت حكم رئيس وزرائها ناريندرا مودي- والفلبين تحت حكم رئيسها رودريغو دوتيرتي، كان سببا في لفت الأنظار بين أنصار الديمقراطية المناضلين في هذين البلدين. وكذلك يشعر الحكام العرب الذين يعتبرون أنفسهم حلفاء أقوياء للولايات المتحدة بالاستياء من التذكير بأنهم غير مؤهلين لهذا النادي.
وكان رد فعل الصين وروسيا على استبعادهما هو الانتقاص من القمة نفسها، مع رفض بكين لها في الوقت نفسه باعتبارها هزلا ومؤامرة إمبريالية شريرة، وكتب سفراء هذه الدول مقالا يتهمون فيه بايدن بالسعي لتقسيم العالم على أسس أيديولوجية وبدء حرب باردة جديدة.
وألمحت الصحيفة إلى تشكيك البعض فيما إذا كانت أميركا لا تزال المنارة الحقيقية للديمقراطية. وذكرت أن تايوان -التي سعدت بحضورها سعادة غامرة- تحتل مرتبة أعلى بـ10 نقاط من الولايات المتحدة في التصنيف العالمي لمؤسسة فريدوم هاوس المؤيدة للديمقراطية.
وفي المقابل، فإن الاختبار الشائع للديمقراطية هو أن شاغلي المناصب يمكن أن يخسروا الانتخابات وبالتالي يفقدوا السلطة، ولقد قرّب الهجوم على مبنى الكابيتول في يناير الماضي الولايات المتحدة من الفشل في هذا الاختبار.
وترى الصحيفة أن الخطر بطبيعة الحال هو أن تصبح هذه القمة محفلا عالميا آخر للكلام مليئا بالمفاهيم السامية والقليل من العمل. ومع ذلك فإن التوقيت لا يمكن أن يكون أكثر أهمية؛ إذ تواجه ديمقراطيتان مشاركتان في القمة، أوكرانيا وتايوان، تهديد العمل العسكري من قبل "العملاقين المستبدين" المتواجدين على أعتابهما، والذين شجعهما الاعتقاد بأن الديمقراطية آخذة في الانحسار وأن الدول الديمقراطية الأخرى لن تأتي لنجدتهما.
واختتمت "التايمز" افتتاحيتها بأن هذا يجعل الأمر أكثر إلحاحا أن تجدد الديمقراطيات إحساسها المشترك بالهدف من خلال خطط ملموسة لدعم تعهد القمة بمكافحة الاستبداد ومحاربة الفساد وتعزيز احترام حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.