حرية ميديا : أعلنت مجموعة سياسية تطلق على نفسه اسم: تجمع كلنا موريتانيون (تكامل)، التحاقها بائتلاف العيش المشترك، الذي يقوده السياسي المخضرم كان حاميدو بابا.
وثمنت المجموعة على لسان منسقها ديدي مصطفى أبوه، خلال تظاهرة أقيمت أمس في انواكشوط، ما وصفتها بالخطوات السياسية الجبارة التي قطعها أئتلاف العيش المشترك في تجاوز الأطروحات السياسية التقليدية المتزمتة التي عانى منها الموريتانيون خلال سنوات القمع والتهميش، حسب تعبير بيان تكامل.
وأضاف منسق "تجمع كلنا موريتانيون" أنهم ينطلقون في طرحهم من مسلمة أساسية مفادها: أن موريتانيا مجتمع متنوع الأعراق لكنه ينتمي إلى ثقافة واحدة مستمدة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
بدوره أشاد كان حاميدو بابا بهذا الإنضمام واعتبر أن التحاقهم بركب العيش المشترك سيكون إضافة نوعية للائتلاف الذي يسعى لأن تظل مكونات موريتانيا منسجمة ومتحدة لخدمة وطن يجمعها حبه والغيرة على مصالحه.
وفيما يلي نص بيان تجمع كلنا موريتانيون:
السيد رئيس ائتلاف العيش المشترك
السادة ممثلي الأحزاب والمجتمع المدني
سيداتي سادتي
لقد شرفني تجمع كلنا موريتانيون بإلقاء هذه الكلمة باسمه من أجل إعلان انضمامه لتحالف العيش المشترك، إيمانا منه بالمبادئ السامية التي ينطلق منها هذا التحالف وسعيا للمساهمة في تحقيق الأهداف النبيلة التي يرمي إليها.
بادئ ذي بدء نثمن الخطوات السياسية الجبارة التي قام بها الائتلاف -رغم أنه ما يزال في بداية مشواره- إذ يعتبر انتقال الائتلاف من الدعوة إلى التعايش نحو الدعوة للعيش المشترك خطوة سياسية جبارة سوف تمكن دون شك من تجاوز الأطروحات السياسية التقليدية المتزمتة التي عانى منها شعبنا كثيرا خلال سنوات القمع والتهميش مما خلف تركة ثقيلة وترك جروحا غائرة في نسيجنا الاجتماعي لا نزال نعاني من آثارها حتى اليوم، وذلك ما يجعل التحالف مدعو أكثر من ذي قبل إلى بلورة مقاربة وطنية شاملة تتسامى على آلام الماضي وتضمد جراحه وهو ما يتطلب شجاعة سياسية كبيرة ونضالا متواصلا من أجل إرساء منظومة قيم العيش المشترك بين صفوف الشعب الموريتاني.
إننا في "تجمع كلنا موريتانيون" ننطلق من مسلمة أساسية مفادها أن موريتانيا مجتمع متنوع الأعراق لكنه ينتمي إلى ثقافة واحدة مستمدة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف منذ أن شهدت هذه الربوع قيام ممالك أوداغست وغانا والتكرور والمرابطين وهو ما يجعل من مجموعة "اكور موريتانيا" مجموعة متجذرة في النسيج الاجتماعي الوطني لا تمكن المزايدة على انتمائها القديم للسكان الأصليين للبلاد.
سيدي الرئيس
سيداتي سادتي
لاشك أنكم تدركون أن بلادنا تمر بظرفية عصيبة تتطلب منا مزيدا من اليقظة حتى نجتاز مفترق الطرق الذي نقف عنده الآن والذي لا يتيح أكثر من خيارين كلاهما سيء:
أ. المرور بالطريق العلوي المتمثل في محاربة الفساد واسترجاع الأموال المنهوبة بغية إرساء قواعد حكامة وطنية رشيدة وهو ما يتطلب سنوات طويلة من المتابعات والمحاكمات القضائية سوف تواجه دون هوادة من طرف النخب الحاكمة المستفيدة من الوضع القائم منذ فترة طويلة، وستكون لهذه المواجهة آثارها العميقة على استقرار البلاد ولحمتها الوطنية.
ب. المرور بالطريق السفلي:
ويتجلى ذلك في التراجع عن مسار الإصلاح المعلن وإطلاق اليد الطولى للنخب الفاسدة المرتشية لتجهز على ما تبقى من هيبة الدولة ومواردها مواصلة بشكل أفظع تقويض دعائم الاستقرار مما سيولد احتقانا لدى الرأي العام الشعبي قد يدفع بالأوضاع العامة للبلاد نحو الانهيار،
تتضافر مع هذه العوامل الداخلية المهددة لاستقرار البلاد، عوامل خارجية بالغة الخطورة لن ننجو من تأثيراتها، فعلاوة على انتماء بلادنا جغرافيا لمنطقة الساحل المشتعلة منذ مدة، تجري على مستوى حدودنا الشمالية تطورات متسارعة في ملف نزاع الصحراء الغربية لسنا بمعزل عنها، هذا فضلا عن تأثير الموجات الارتدادية لجائحة كوفيد 19 ومتحوراتها اللامتناهية التي ضربت الاقتصاد العالمي منذرة بموجات غلاء حادة نعيش انعكاساتها السلبية منذ بعض الوقت، التي يعززها ارتفاع حاد في أعداد العاطلين عن العمل خاصة في القطاعين الاقتصاديين الثاني والثالث.
ذلك ما يحتم علينا في الائتلاف التحلي بشجاعة كبيرة حتى نساهم في توطيد الاستقرار وإشاعة السلم الأهلي، من خلال إعطاء أهمية خاصة لتدعيم الوحدة الوطنية والحفاظ على الحوزة الترابية لبلادنا التي بدأ بعض أنصار عشرية الفساد والتشرذم باستهدافها من خلال الدعوة العلنية لفصل شمال البلاد (الغني حسب تعبيرهم) عن حنوبها، وهو ما جعلنا في "تجمع كلنا موريتانيون" وبعد دراسة معمقة للساحة السياسية نتخذ القرار بالانضمام إلى هذا الائتلاف عسى أن يكون ضوءا في نهاية النفق يحمل مناضلوه المشعل من جديد من أجل تغيير الصورة النمطية السائدة لدى أغلبية مجتمع البيظان عن أخواننا وشركائنا في الوطن مجموعات البولار والسوننكي والولوف "لكور" اختصارا.
أيها المناضلون توجد بين أيديكم فرصة تاريخية لتسطروا فصلا رائعا من تاريخ بلادكم ينعم فيه جميع المواطنين بالعدالة والمساواة ويتيح فرصا متكافئة أمام النخب الوطنية العرقية المتنوعة للولوج لمختلف الوظائف الوطنية السامية في الدولة، حتى يتوج نضال الائتلاف بانتخاب رئيس مدني من إحدى قوميات "لكور" الموريتانيين.
عاش مناضلو وأطر ائتلاف العيش المشترك طليعة وطنية حية ودرعا حصينا لحماية الوحدة الوطنية وتعزيز الاستقرار.
عاشت موريتانيا فخورة بكل مكوناتها العرقية موحدة ومستقرة.
وفي الختام ادعوكم لرص الصفوف والتلاحم يدا بيد من أجل تحقيق الأهداف النبيلة للائتلاف.
"قال تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحت بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم ءايته لعلكم تهتدون".
صدق الله العظيم
منسق "تجمع كلنا موريتانيون" (تكامل)
ديدي مصطفى بوه
نواكشوط بتاريخ 19/06/2021