“جون أفريك”: لماذا اختير الجنرال الملقب “محفوظ البوليساريو” رئيساً للاستخبارات الخارجية الجزائرية؟

أربعاء, 2021-01-27 21:53

حرية ميديا : تحت هذا العنوان نشرت مجلة “جون أفريك” الفرنسية تقريرا عن السيرة الذاتية لهذا الأخير، الملقب بـ”محفوظ البوليساريو” بحكم خبرته في الملف الصحراوي، والذي كان قد أحيل إلى التقاعد قبل نحو خمس سنوات.

الجنرال “محفوظ” هو من مواليد الخمسينيات في ولاية معسكر غربي البلاد، وهو من بين جيل ضباط ما بعد الاستقلال الذين انضموا إلى الجيش الوطني الشعبي للخدمة في أجهزة الاستخبارات التي انفتحت بعد ذلك على الجامعيين . بعد أن درس العلاقات الدولية، التحق بأجهزة الاستخبارات الخارجية التابعة للأمن العسكري السابق، حيث بدأ مسيرته المهنية كباحث، قبل أن يشغل عدة مناصب في هذا المجال في أوروبا وإفريقيا.

“محفوظ بوليساريو”

وتتابع “جون أفريك” التوضيح أن إلمام الجنرال المتقاعد “محفوظ”  بملف الصحراء الغربية والذي تابعه  بشكل مباشر، لا سيما من خلال إقاماته  الطويلة في تندوف (بالقرب من الحدود الجزائرية المغربية) أكسبه أحيانا لقب “محفوظ البوليساريو”. ويحظى بتقدير كبير من قادة البوليساريو. كما أنه يحظى بتقدير الوسط الدبلوماسي، الذي تعاون معه واحتك به طوال مسيرته المهنية.

إلمام الجنرال المتقاعد “محفوظ”  بملف الصحراء الغربية والذي تابعه  بشكل مباشر، لا سيما من خلال إقاماته  الطويلة في تندوف أكسبه أحيانا لقب “محفوظ البوليساريو”. ويحظى بتقدير كبير من قادة الجبهة

في الثمانينيات، عمل “محفوظ” عن كثب مع محمد الصديق بن يحيى، وزير الخارجية السابق، ومهندس إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين الذين احتجزوا في إيران. وقُتل الوزير عام 1981، عندما أُسقطت طائرته بصاروخ عراقي أثناء مهمة “مساعٍ حميدة” في الصراع بين العراق وإيران.  كما عمل “محفوظ” في هياكل التدريب، كالمعهد العالي لدراسات الأمن القومي، الذي ترأسه في أوائل التسعينيات.

ويعد تعينيه في العاشر من سبتمبر 2009 مديراً مركزياً في وزارة الدفاع الوطني، ومسؤولاً عن العلاقات الخارجية والتعاون، محطةً بارزةً في مسيرته المهنية، كون هذا المنصب يسمح له بتعيين وتوجيه جميع الملحقين الدفاعيين الجزائريين في الخارج، ومساعدة  الوفود العسكرية الأجنبية التي تزور الجزائر، ومراقبة البعثات الدبلوماسية التي لديها ممثليات عسكرية  في الجزائر العاصمة.

في هذا السياق، كان عليه مراقبة مشتريات الأسلحة؛ لأن الملفات تمر بشكل عام عبر المكاتب العسكرية الجزائرية في الخارج. وهو الأمر الذي سمح له بإقامة اتصالات مهنية وشخصية مهمة مع التسلسل الهرمي العسكري بأكمله، كما توضح “جون أفريك”.

 العلاقة مع “توفيق”

في عام 2015، دفع الجنرال “محفوظ” ثمناً باهظاً لقربه من الجنرال محمد “توفيق” مدين، في سياق تفكيك دائرة الاستخبارات والأمن التي بدأت في عام 2013، واختفت بمغادرة  “توفيق” في عام 2015، قبل أيام قليلة من إحالة “محفوظ” على التقاعد الإجباري في 20 سبتمبر 2015.

دفع الجنرال “محفوظ” ثمناً باهظاً لقربه من الجنرال محمد “توفيق” مدين، في سياق تفكيك دائرة الاستخبارات والأمن، حتى أحيل على التقاعد عام 2015

وكان “محفوظ” وقتها ضحية جانبية للصراع بين الجنراليْن القويين “توفيق” وأحمد قايد صلاح (الذي توفي في ديسمبر 2019 – وكان يشغل في ذلك الوقت منصب نائب وزير الدفاع، وقائد الجيش)، والذي فصله  بشكل غير رسمي، بحسب المجلة الفرنسية دائما.

وتختم “جون أفريك” على “البورتريه” الصحافي عن الجنرال “محفوظ” بالقول إن مهتمه الآن ستكون إعادة إنشاء قنوات تنسيق أوثق وأكثر فاعلية بين الجهاز الدبلوماسي والمؤسسة العسكرية وأجهزة الاستخبارات الخارجية. وسيكون أمامه فعل الكثير ليعيد إلى جهار الاستخبارات الخارجية الذي عانى من رحيل الجنرال “توفيق” بريقه وفعاليته، في سياق التوترات على الحدود الجزائرية، ما بين القضية الصحراوية، والأزمة الليبية، وتسلل الإرهابيين من منطقة الساحل الإفريقي.

أنباء – جون آفريك – القدس العربي