بقرار إكتتاب مجموعة من الناجحين فى مسابقة أعلن عنها التلفزيون الوطني فى العام 2013م و شارك فيها آلاف الشباب الموريتاني من الطامحين إلى الالتحاق ببلاط صاحبة الجلالة، أقبل الناجحون فى البداية على المهنة .بحماس ظنا منهم أنهم التحقوا بمؤسسة عمومية عن طريق مسابقة عمومية فحقوقهم مصانة و مستقبلهم مضمون. لم يكونوا يتوقعون أنهم بصدد دخول متاهة قوامها سبع سنين من الممطالة و الوعود العرقوبية. لم يشفع لهؤلاء نجاحهم و لا كافآتهم و لاحكم المحكمة لصالحهم، طرقوا كل الابواب و استعانوا بالنقابات ولكنهم ظلوا موضع سخرية و تجاهل أصحاب القرار. حتى أيقن القوم أنها ضاقت و لن تنفرج ...جاء الخبر السعيد بقرار إدارة الاستاذ محمد محمود ولد ابو المعالي إنهاء معاناة هؤلاء مع رحلة انتظار التهمت نصف اعمارهم فقط من أجل الحصول على حقهم الطبيعي فى الاكتتاب ، و إنه لعمري ، شيء مؤسف أن ترى كيف تخنق المواهب فى هذا البلد و كيف تسد المنافذ فى وجوه أبنائه ، حتى تمتلأ النفوس سخطا و حنقا فلا تجد غير أرض الله الفسيحة سبيلا تهاجر فيها بعيدا عن الأهل و الأوطان .
لقد بدأ الاستاذ محمود و لد ابو المعالى مهمته بالمراهنة على العنصر البشري فى حدود ماهو متاح من عمال المؤسسة ، و قد أتاحت له خبرته فى مجال الصحافة ، أن يحسن اختيار الاشخاص المناسبين لمهام التلفزيون و إداراتها المناسبة فوضع كل فى مكانه و اعطى لكل صاحب حقه ، و لم يغلق بابه يوما أمام مظلمة ولاشكوى ، على كثرة المظالم و الشكاوى ، معلنا بذلك القطيعة مع عهد مظلم من المظالم و اغتصاب الحقوق ، و فاتحا بذلك بادرة أمل فى اتجاه مزيد من الخطوات الاصلاحية الجريئة فى الكادر البشري فى مؤسسة بات عدد عمالها يناطح الخمس مئة.
رهان ولد ابو المعالي على الكادر البشري سرعان ما اعطى ثماره ، فأنعكس على الشاشة ، النى فسح فيها المجال لوجوه جديدة و مواهب دفينة كانت ستبقى دفينة إلى ماشاء الله ، لولا ماقام به الرجل فى الايام الأولى من توزيع للفرق و المهام ، حتى لم تبق خبرة إلا و تمت الاستفادة منها ، فكانت تغطية التلفزيون للموجة الأولى من الوباء مما أدهش المراقبين و لفت انتباه الحكومة إلى أهمية أن تكون لديها قناة تحترم المشاهد و تمثل البلد فى اوقات الاوبئة و فى الاوقات العادية ، و قد لفت ذلك كله الانتباه الى الفرق بين إدارة أهل الميدان و الاختصاص و إدارة أهل السياسة و المؤامرات. لقد كانت إدارة التلفزيون دائما منصبا سياسيا أغلب الذين تعاقبوا عليه جاؤوا من أبواب السياسة ، اليوم تظهر النتيجة حين يولى الشأن لأهله فتعود الأمور إلى نصابها و المياه إلى مجاريها ....و تدب الحياة من جديد فى مؤسسة طالت موتها السريرية ، رغم أهمية دورها و خطورته.
أتوقع المزبد من الخطوات الاصلاحية الرائدة فى ظل إدارة الاستاذ محمد محمود ابو المعالي ، و ربما تكتمل الفرحة بحل مشكلة باقي المتعاونين .بعد أن طوي ملف الناجحين فى المسابقة ، و عادت اليه حقوقهم وودعوا السنين العجاف إلى غير رجعة.
أحد المشمولين بقرار الاكتتاب