
مع مطلع نوفمبر من العام الماضى ،تم تعيين محمد الشيخ ولد سيدى محمد ، مديرا لإذاعة موريتانيا ؛وهي مؤسسة إعلامية عموميةعريقة لها تقاليدها المهنية ومهامها الإذاعية "الخالصة" وطواقمها الصحفيةالخاصة، ومواردها المالية الممنوحة لها من الدولة لأداء رسالتها "الإذاعية"على الوجه المطلوب ،غير أن الرجل المعاد تدويره أو المدير الجديد القديم،منذو تعيينه الثانى على هذه المؤسسةوهو ينفذ مسلسلا "تلفزيونيا" رديئ الإنتاج سيئ الإخراج ؛ يتولى فيه دور "البطولة" ويمارس"التمثيل" على الحكومة ،ويحتكر جميع "الأدوار" سطوا على اختصاص وكالة الأنباء أحيانا؛ من خلال "افتتاحياته المعروفة" وانتهاكا لمهام التلفزة عن طريق "التوأمة المكشوفة" الدائمة مع قناة شنقيط الخصوصية؛فمحمد الشيخ لايرضى بمجرد إدارة الإذاعة،وإنما ينصب نفسه مديرا عاما "فوق العادة وكامل السلطة" للإذاعة والوكالة والتلفزيون ،ويمنح نفسه كل الصلاحيات للقيام بما يحلو له:
1-اقتناء وتأجير المعدات والتجهيزات والاستديوهات الخاصة بالبث التلفزيوني بمبالغ طائلة من ميزانية موجهة من الدولة للإنتاج الإذاعي.
2-تحويل مكاتب واستديوهات الإذاعة إلى بيئة للعمل التلفزيوني وعمليات المونتاج والإخراج واكتتاب عشرات المصورين ومتخصصى الديكور والإضاءة التلفزيونية.
3-تأجير بث قناة شنقيط وبعض القنوات الخصوصية ،مقابل عشرات ملايين الأوقية من منحة مالية مكرسة أصلا للبث الإذاعي.
4-تشكيل خلية إنتاج تلفزيوني من الأقرباء والأصدقاء ،ينفق عليها بسخاء،ويتم توظيفها أحيانا فى إعداد وثائقيات وأفلام قصيرة تهاجم "حصاد العشرية"وتساهم فى تصفية الحسابات الشخصية.
5- إطلاق سلسلة برامج تلفزيونية لمدة أربعة أشهر قادمة - إن كان بقي متسع من الوقت-ويزعم أنها موجهة لحصيلة سنة من عمل الحكومة؛والواقع أنها حلقة أخرى من "مسلسل تدمير الإذاعة" وتبديد مواردها ، إن كان بقي منها شيئ.
6- السعي الدائم للسطو على الصلاحيات ؛وآخر تلك العمليات هي المحاولة اليائسة لاستباق عمل اللجنة العليا لإصلاح الصحافة؛بتنظيم حلقة نقاشية هزيلة شكلا ومضمونا،قاطعتها الجهات المختصة.
7-استنزاف ونهب المال العام فى شكل هبات وأعطيات وإكراميات؛ ذهبت لجيوب أشخاص لاعلاقة لهم بعمل الإذاعة وتطوير أدائها،والحصلة أن رصيد الإذاعة فى الخزينة صفر؛ وحساباتها خاوية.
8-إشعال نار الفتنة بين مؤسسات الإعلام العمومي ؛بسبب هذه التجاوزات التى يقوم بها مدير الإذاعة على صلاحيات نظرائه ؛وبذلك يضرب عرض الحائط بالتوصيات العليا الداعية إلى خلق مناخ من الانسجام والتناغم ،يسمح للإعلام العمومي بأن يكون سندا للنظام ورافعة للعمل الحكومي وجهود التنمية.
يحدث كل ذلك على مرأى ومسمع الجميع ؛ ولايزال محمدالشيخ سادرا فى غيه، عابثا فى تسييره ، مضيعا لأمانته..فإلى متى؟..لقد طفح الكيل،وبلغ السيل...