المهندس / الهاشمي يكتب عن القدرات الانتاجية لموريتانيا في مجال الزراعة

أربعاء, 2020-07-01 10:10

لقد رأيت أنه من واجبي كمهندس زراعي متخصص في علوم المياه والتربة عمل في ميدان الزراعة لمدة ثلاثة عقود, الكتابة عن الزراعة والقدرات الإنتاجية للبلد وخاصة من منظورا لموارد الطبيعية وأهدف من خلال ذلك مشاركة أبناء وطني خبرتي الطويلة في هذا المجال كما أهد ف إلى لفت أنظار المتخصصين والمهتمين والسياسيين لبعض التأملات فيما يلي:

1- القدرات المتاحة من الأرض الصالحة للزراعة

2- المياه الصالحة للري بشقيها السطحي والجوفي حسب المتاح

3- أجعل بين يدي القارئ العربي بعض ملخصات الدراسات الفنية في هذا المجال قد لا تكون متاحة له

4- أوفر بعض العناء من بحث وتقصى لمن يهمه الأمر

مقدمة :

تكتسي الزراعة أهمية قصوى بالنسبة لجميع الدول نامية كانت أم متقدمة فهي تعتبر أحد القطاعات الحيوية وأحد ركائز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العديد من الدول، وتشكل مصدرا للغذاء والمواد الأولية وتستوعب نسبة كبيرة من اليد العاملة. كما تسهم في توفير المدخلات الوسيطة للعديد من الصناعات وتساهم كذلك في الحصول على موارد مالية من خلال عائد الصادرات من السلع الزراعية

إن الزراعة بشقيها النباتي والحيواني يلزمها قدر كبير من الاهتمام لكونها ركيزة تنمية اقتصادية أساسية لما تتمتع به من موارد متجددة، خاصة في ظل إدارة واعية وعلمية لهذه الموارد؛ فلا يزال هذا القطاع يقدم مساهمة كبيرة في زيادة الناتج المحلي وتوفير فرص العمل والعيش لقطاع مهم من السكان وللمحافظة عليه وتنميته يلزمه :

- رفع الإنتاجية من خلال التوسع الرأسي ودعم المزارعين لاستخدام التقنيات الحديثة.

- تطبيق منظومة متكاملة من وسائل المكافحة للقضاء على الآفات والأمراض والتقليل من استخدام المبيدات الكيماوية

- تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في مشاريع الإنتاج النباتي

- تنفيذ البرامج والمشاريع الإرشادية والتنموية لرفع مهارات العاملين في القطاع الزراعي، وتشجيعهم على تبني الأساليب الحديثة، وتطويرها ... إلخ.

القدرات الزراعية الموريتانية:

تقع موريتانيا ضمن الدول الساحلية الصحراوية وهذا الموقع الجغرافي يدخلها في الدول التي تعاني من تصحر مستمر متزايد وندرة في الأمطار قد تعيش بعض الولايات سنوات دون مطر, كما تعانى موريتانيا من زحف حثيث في الرمال على المناطق الزراعية والمدن ومحاور الطرق مما يكلف خزينة الدولة أموال طائلة لصيانة تلك الطرق و إزالة الرمال عنها مع ذلك تزخر البلاد بموارد طبيعية قل توفرها في دول أخرى ومن بين تلك الموارد التي هي هيبة من الله المناخ المعتدل الذي يميل إلى الحرارة وهذا المناخ مناسبة للزراعة على مدار السنة حيث لا تعانى من فترات الصقيع كدول أخرى .

المحور الأول : المياه السطحية (نهر السينغال)

إن موريتانيا تتوفر علي نهر ينساب بمياه عذبة بطول 800 كلم مشكلا حدودا طبيعية مع دولة السينغال, هذا النهر يأخذ مصدره من مرتفعات جبال فوتا جالون بدولة غينيا بطول 1700 كم ويغذى هذا النهر ثلاث روافد أساسية وهي علي التوالي رافد بافينك (النهر الأسود) ورافد بوكيه (النهر الأبيض) ورافد فالامى كما يظهر في الخريطة .

يمتد النهرالسينغال على مساحة قدرها 33755 كم مربع من بينها 800 ألف هكتار صالحة للزراعة كما يعيش عليه 16% من سكان الدول الثلاثة المتجاورة (موريتانيا, مالي والسينغال), نصف هذه النسبة من شعب سينغال ونسبة 5% من جمهورية مالي والباقي من النسبة لموريتانيا أي ما يعادل 3% حسب بعض الدراسات .

روافد نهر السينغال وهي :

Bafing (fleuve noir) ا- بافينك

هذا الرافد يوفر للنهر نصف تغذيته من الماء وينبع من مرتفعات جبال فوتاجالو بغينيا حيث ترتفع تلك السلاسل عن سطع البحر بحدود 1535 متر ويصل مستوى الأمطار فيها إلى 2000 مم سنويا مما يوفر مياه غمر جيدة في عدة أتجهات ونذكر منها نهر سينغال ونهر النيجر ورافد فالاما وجنوبا رافد كونكورى, كما تستمر تغذية هذه الروافد أيضا عن طريق المياه المنساب من ذوبان الثلوج في الشتاء من علي قمم تلك المرتفعات الجبلية الجميلة ومن هنا كان إسم غينيا خزان إفريقيا الغربية المائ

كما تتوفر هذه البلد الجميل غينيا على مناظر خلابة وبها جميع الحيوانات البرية

( يا ليت شبابنا من أمراء خليجيين وغيرهم الذين يذهبون إلي أوروبا والعالم الآخر للبحث عن الراحة والاستجمام, توجهوا إلي غينيا و سوف يرون الفرق في كل شيء )

Bakoye: ب- رافد باكويه

هذا الرافد يأخذ منبعه من سلاسل جبلية في وسط جمهورية مالي ويتمدد غربا عبر الاراضى المالية حتى يلتقي بالرافد بافينك ليشكلا معا بداية نهر السينغال

la Faléméج- رافد فالامى :

هذا الرافد يأخذ مصدره من مرتفعات فوتاجالون ثم يد خل من الناحية الشرقية الجنوبية للسينغال حيث يكون حدودا طبيعية في نهايته بين السينغال و مالى قبل ان يصب في أعالي النهر عند قرية باكال بداية الحدود الموريتانية السينغالية

د- روافد أخرى أقل أهمية مثل :

بدولة مالى Colimbiné,وادى كولمبينه

الأودية التى تصب في النهر عبر الأراضي الموريتانية :

Karakoro- وادى كراكورو

Ghorfa- وادي الكرفه

- الواد لخظر كوركول

و من أجل أستفادة أفضل وتنمية لمصادر المياه في النهر تم إنشاء سدين أحدهما في أعالي النهر علي رافد بافينك والثاني عند مصب النهر على بعد 25 كم من المحيط فالأول يسمى سد منانتالي وهو سد كهرومائي من أهدافها التحكم في منسوب المياه على مستوى النهر.

سنويا 800 GWH كما يستخدم لإنتاج الطاقة من الماء بقدرة إنتاجية تصل إلي

والسد الثاني هو سد دجاما ويستخدم أساسا في حجز مياه البحر المالحة من التقدم عبرا لنهر وكانت سابقا تصل حتى منطقة لكصيبة المحاذية لمدينة بودور مما يأدي لرفع منسوب الملوحة إلي الحد الذى لا يمكن استخدامها كما يتحكم أيضا في منسوب مستوى مياه النهر لغرض الملاحة البحرية

كما تمكن هذه السدود من ري 375 ألف هكتار

لولا هذه السدود ما كان بالممكن تغذية نواكشوط و مدن أخرى في سينغال بالمياه العذبة ذات الجودة العالية التي قل نظيرها في العالم وقد.

محمد محمد الهاشمي / مهندس زراعي متخصص في علوم المياه والتربة