وشهد شاهد من أهلها.... !!؟؟ / الشيخ ولد محمد المامي

سبت, 2020-06-06 13:08

منذ مايقارل 30 عاما من الخدمة المهنية في التلفزة الموريتانية ، لم أمارس خلالها عادة رفع الصوة أو المجاهرة بالرأي ،ولم يعرف عني تحريك قطع الشطرنج تخندقا في صف مدير أو مسؤول ، لسبب بسيط هو انني مؤمن بالعمل في صمت بعيدا عن البهرجة والضوضاء ، حاملا على كتفي "كاميرا" شارَكتُ عبرها في توثيق أحداث كبرى في هذا المنكب البرزخي و كانت عين المشاهد في رصد قمم وملتقيات وندوات وبرامج تُعد التلفزة الموريتانية الشاهد الوحيد عليها في ذلك الحين.
ورغم إختياري في أكثر من مناسبة لتغطية الأنشطة الرئاسية ومرافقة عدد من الرؤساء الذين تعاقبوا على رئاسة البلاد في الداخل والخارج ، دفعت فاتورة باهظة ثمنا لصمتي و عدم قبولى الدخول في دائرة " بطانة المدير " أو " مافيا المؤسسة " مع إصراري الدائم  على عدم وضع (القناع ) و البقاء في دائرة العمل الفني المهني البحت.
وخير شاهد ودليل على ذلك هو الظلم والاقصاء والتهميش  الذي تعرضت له خلال الإدارات السابقة للتلفزة  .
واليوم ، وبضغط من الضمير وتلبية لواجب إحقاق الحق وبقناعة تامة لا دافع أو مبتغى من ورائها سوى قول الحقيقة مجردة من أي لبوس أو مساحيق أو رتوش ، أجدني ملزما بكسر قاعدة الصمت، و الاكتفاء بمراقبة الاحداث ، للخروج ولأول مرة الى ميدان المواجهة و الاصطفاف وإعلان  الانحياز الى الحقيقة ، بعد أن شاهدت ظلما بواحا و محاولة شرسة للتشويش على نجاح فريد حققته باقة الموريتانية في ظرف وجيز وفي أجواء خاصة ،سمتها التعقيد و عنوانها "كورونا " الذي قهر العالم وأدخله في حالة طوارئ مفتوحة ، غير انه كشف عن وجه مفاجئ ومغاير للتلفزة الموريتانية ،شعاره التميز و الحضور الواعي في قلب الحدث الطارئ و كسب الرهان مع تجاوز العقبات والمثبطات والعراقيل ، وذلك بفضل عقل مستنير و خبرة تتوكأ على تجربة غنية وثرية ،رصيدها العلم والمثابرة والوطنية و الحس المهني والصدق والأمانة و النزاهة الفكرية و المسؤولية و التواضع و الوعي بحجم الظرف و متطلباته ، وذلك لدى المدير الشاب الشغوف المثابر محمد محمود ولد أبو المعالي.

وهنا لا بدلي من فتح قوس، لشكر رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على حسن الاختيار بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، فوجود أبو المعالي على رأس إدارة أكبر مؤسسة إعلامية في البلاد ،هو وضع للشيء في موضعه الصحيح ،وهنا يحضرني قول أبو العتاهية للخليفة المهدي عند تسنمه عرش الخلافة  :

 أَتَتــهُ الخِلافَــــــةُ مُنقادَةً ** إلَيـــهِ تُجَــــرِّرُ أَذيــالَها
وَلَــم تَـــكُ تَصلُحُ إِلّا لَـهُ ** وَلَـــم يَــكُ يَصلُـحُ إِلّا لَها
لقد نجح الرجل بحنكته وخبرته المشهودة مع صاحبة الجلالة ومهنة المتاعب ، في وضع المؤسسة التي تشكل الواجهة البصرية للبلاد ،على السكة الصحيحة و مصالحتها مع مشاهديها الذين كانوا قبل وصوله الى "الموريتانية " ،يبحثون ب(Remote Control)على قائمة القنوات عن أي تلفزيون غير "الموريتانية " . واليوم إستطاع أبو المعالي ـ والاسم بدلالته على مسماه ـ أن يجعل المشاهد داخل البلاد و المواطن خارجه، لايفتر ولا يكاد يفارق أو يرنو ببصره الى غير "الموريتانية ".
ولعل هذا النجاح السريع والتفوق المشهود في كسب معركة العودة الى "الهوية" عبر مخرجات مركزة تلبي نهم المواطن الموريتاني للإجابة على "اشطاري " أو ماهو طارئ و مايدور داخل البلد من أحداث من أقصى نقطة في الشرق الى أقصى نقطة في الشمال الى أقصى نقطة في الجنوب ، فحيث ما يممت فثم قناة الموريتانية حاضرة بأطقمها الصحفية و طواقمها الفنية :
أراني حيث ما يممت طرفي     وجدت على مكارمها دليلا (بتصرف )  .
هذا النجاح و المستوى الكبير من المهنية والمواكبة الدقيقة والفورية للأحداث والتحول الكبير في التعاطي مع هموم المواطنين عبر صناعة إعلام خدمة عمومية ، يقترب من المواطن و يرصد مطالبه وينقل يومياته في المدن والأرياف وعلى الحدود ، هي أمور دفعت بصائدي الأوهام في المياه العكرة ونافخي الكير و أعداء النجاح ،الى التباكي على الأطلال و رمي الاشواك في الطريق و نصب الفخاخ وتصويب أفواه بنادقهم الصدئة و سيوفهم الخشبية التي ماقتلت ذبابة و ظواهرهم الصوتية، نحو الشجرة المثمرة و القطار الذي بدء السير بأناة وتؤدة على سكة الإنتاج و المنافسة الناضجة و التفوق في المُخرج و التميز في الشكل والمضمون .
ومن بين أولائك اللاهثين خلف سراب بقيعة وقصور مبنية على رمال متحركة ، ثلة ممن اختطفوا نقابة الصحفيين و نصبوا أنفسهم أوصياء على سدنة القلم في هذه البلاد ،و منحوا لأنفسهم صكوك الغفران وبراء ة من الله ورسوله ،ليصدروا البيانات الموقعة في الهجيع الأخير من الليل و يُصَدروا أحكامهم القوقائية  المتغولة المارقة على الحقيقة ،المتسلقة على أكتاف شرفاء المهنة ،في خطوة تشبه خطوة البطة العرجاء.
كل همهم هو كسب معركة إنتخابية ، حسم أصحابها و أطرافها أمرهم و قرروا عدم العودة الى الفراغ ودكتاتورية المجبولين على الصلف والعواء و الرسم بالكلمات المخنوقة وسرقة نجاحات الآخرين.

ولأنه في زمن العبارة لاتجوز الإشارة، فلا بد لي من الهمس هنا في أذن أخي وزميلي لبات ولد امديح الذي جمعتني به ألفة وعشرة وزمالة ، أشهد له فيها بالكثير من الإخلاص في العمل ، وهو ما يدفعني الى أن أقول له و بكل صدق :
( لقد أخطأت في هذه و أسأت القول والتصرف وجانبك الصواب)
نعم ...أخطأت حين رفعت صوتك في غير وقار بمجلس المدير العام  و أسأت معه الكلام ولم تراعي  أدب الحديث الذي ينبغي أن يكون بين زميل وزميله ، فكيف بمدير مع أحد عماله وفي اجتماع إداري يحضره الكثير من أطر المؤسسة .
لقد تجاوزت جميع الخطوط الحمراء و انتهكت حرمة وقار المجلس ، ومع ذلك تعامل معك المدير بكل ود ، و كان كريما في رده لإساءتك ،ودفعك بالتي هي أحسن ،ولولا طيبة قلبه وشهامته و كظمه القيظ ، لكنت من النادمين .
ثم إن العلاوة التي سحبها المدير منك - وله الحق في ذلك - هي هبة ولسيت حق ، يمنحها لمن يشاء من عمال المؤسسة ،ممن يرى فيهم الكفاءة و العمل معه بانسجام ،على تحقيق خطته لتطوير المؤسسة .
وهنا أعود لأتساءل عن صحوة الضمير المتأخرة لدى الثلة الموقعين على البيان المنسوب للنقابة، ولذي رفض التوقيع عليه جل أعضاء مكتبها التنفيذي المنتهية ولايته ، إذ كيف لهم ان ينددوا بفصل موظف عن العمل - على حد زعمهم - ولم يكلفوا أنفسهم حتى إجراء تحقيق لمدة 5 دقائق ليتبينوا كنه الحقيقة ؟ أم أن الغل و الضغينة واتباع الهوى و النفس الأمارة بالسوء ، جعلهم يتعجلون أمرهم قبل ان يؤذن مؤذن (أيتها العير إنكم لسارقون  )..؟ .
أين كانت هذه النقابة أو الثلة المتحدثة باسمها ، حين تم فصل عشرات المتعاونين ومن بينهم من نجحوا في مسابقة نظمتها التلفزة ؟
وأين كانت من مطالبة هؤلاء بالترسيم ، بعد أن تجاوزوا سنوات في الخدمة دون إكتتاب وبعد أن دخلوا الى أروقة القضاء بحثا عن حقهم المشروع ؟
بل أين كانت حين تمت إقالة لبات ولد امديح نفسه ، من إدارة المكتب الجهوي للقناة في العاصمة الاقتصادية نواذيبو، من قبل المديرة السابقة خيرة بنت الشيخاني وسحب جميع امتيازاته بما فيها السيارة التي كانت لديه وإعادته الى نواكشوط دون أي وظيفة ؟
أين كانت حين تمت إقالة الزميل الشيخ سيداتي ولد الجيلاني من قبل الإدارة السابقة مع تعمد إهانته ، لا لشيء سوى لأنه رفض إقالة الزميلة منى بنت الدي دون وجه حق ؟
هل كانت النقابة تنام في العسل ،حين كانت الإدارة السابقة ترمي بمجموعة من الفنيين و المصورين بالقناة  الى الشارع و تطردهم دون حقوق ؟
هي تساؤلات وجيهة وفي الصميم ، تبحث من المعنيين عن جواب جامع مانع لاشية فيه ،مع رجائي أن لا يتشابه البقر عليهم ... !!
إننا اليوم في باقة الموريتانية وبمختلف قنواتها المتخصصة ، الأولى والثانية والثقافية والبرلمانية والرياضية وقناة المحظرة ، نعيش حالة خاصة من الانسجام والتصالح مع الذات ونشوة النجاح ،وهي حالة نحسد عليها وتجعلنا ندرك السبب الكامن وراء هذا الكم من السهام الموجهة الينا، فالشجرة المثمرة هي التي ترمى بالحجارة.
لكن مع التهانئ التي وصلت الى المدير العام السيد محمد محمود ولد أبو المعالي من أعلى هرم في السلطة و من الوزارة الوصية وحتى من مختلف القطاعات الوزارية وعدد من المؤسسات الوطنية و هيئات المجتمع المدني ، على العمل النوعي الذي تشي به شاشة القناة وبرامجها المباشرة ومراسليها المنتشرين عبر فجاج البلاد و نشراتها التي تحولت الى موريتانيا مصغرة ، مع هذه التهانئ وهذا التثمين وكل هذه الإشادة ، يزداد اصرارنا نحن العاملين بالموريتانية اليوم على الوقوف صفا واحدا للدفاع عن ما تم إنجازه والوقوف درعا بشريا للذب والذود عن المشروع النموذجي الذي يحمله المدير ولد أبو المعالي لصالح الارتقاء بهذه المؤسسة الهامة والذي بدأت ثماره تحصد رغم النابحين و المرجفين و المفرقعين و أصحاب الجعجة .
إن القادم في قناة الموريتانية  أحلى و الآتي اليها سيكون  أجمل .
نعم هو أحلى وأجمل، إذ هاهي بشائر موسم خريف التلفزة الموريتانية تترى، حيث أعلن المدير العام اليوم  في سابقة من نوعها في تاريخ الاعلام العمومي بموريتانيا عن رغبة الموريتانية في التعاقد مع طبيب عام للإشراف على تقديم إستشارات طبية وإسعافات أولية لعمال المؤسسة ، وهي خطوة تنضاف الى خطوات إصلاحية أخرى بدأ الرجل في تطبيقها ميدانيا من بينها :
- السعي الى اكتتاب المتعاونين في أسرع وقت ممكن حيث من المقرر ان يشمل الاكتتاب 200 شخص من داخل المؤسسة.
- مراجعة الرواتب بشكل عام والعمل على زیادتھا زیادة معتبرة حيث يرفض المدير  أن تكون رواتب عمال بعض الإدارات الأخرى، ثلاثة أضعاف رواتب موظفي التلفزة في حین أن عمال التلفزة یعملون أوقات اكثر زيادة على وقت الدوام الرسمي .
- العمل على إنشاء 6 مكاتب جھویة ،مجھزة تجھیزا كاملا مع اقتناء سیارات رباعیة الدفع بمعدل سیارة لكل مكتب .
- زیادة علاوة العمال المحولین للداخل.
- مواصلة النقاش والتواصل بین منادیب العمال و المدیر.
وقد قطعت ھذه الإجراءات أشواطا معتبرة مع الجھات المعنية ، حيث ستجعل من التلفزة الموریتانیة قطبا إعلاميا نموذجيا في شبه المنطقة و شریكا لاغني عنه في كافة التحولات التنموية بالبلاد .
إن قدر التلفزة الموريتانية مع المدير الشاب الخلوق المهني المثقف الكفء الوطني بامتياز محمد محمود أبو المعالي أن ترقى الى المعالي :
إليك أرفع إجلالي وتهنئتي    لا زلت ترقى المعالي آخر الأبد

القافلة تسير و...........        !!!!!!!

الشيخ محمد المامي / إعلامي