حوت ما دون مرتبة التنبي
يداك من المكارم والمعالي
وأنت إذا من الثقلين طرا
بمنزلة اليمين من الشمال
** فاضت روح الصباح وتدفقت مآقي الأرض على رسم التحام الخيط الأبيض بآخر أسود، من فجر الحادي عشر للشهر الثالث من العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين ، بعد صعود الروح الطاهرة للعالم العابد والولي الصالح الشيخ يحي بن الشيخ سيد المختار بن الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيديا الكبير، إلى أعالي الفردوس في منتصف عقده التاسع، حيث رافقته قلوب وأفئدة المؤمنين إلى " تندوجه" بجوار الشيخ سيديا الكبير. احتفاء بمقدم ابن الآخرة، سقط قدم نجل زعيم الاستعمار الغاشم "ماكماهون"، ببارود المقاومة في " أم التونسي" الطاهرة . استقر نور الفرقان بقلب آخر أبناء الشيخ سيد المختار( اباه)، ومضى يتلقف بحب ونبوغ العلوم، بتفرغ روحه وتسخير جسده للعبادة، في اعتكاف ورع عن إغراء الدنيا وتبر متاعها؛ على مدى عقود انتظمت حياته وارتبطت مشاعره بالصلاة على وقع مسير الشمس وحركة النجوم تحت خيمة رامت تربية النفوس ومنحت الساحل والصحراء آلاف العلماء العاملين. كانت كرامات فارس الاستغفار تسبقه، و تفاصيل وجهه تضيء جمالا، وصوته الآتي من طراوة الورع، يسمع آلاء الإيمان؛ محيلا وحشة الصحراء إلى نعيم تفيأ طلاب العلم ظلاله، ليحفظ لبلاد شنقيط هيبة العلم وعلياء الإنفاق؛ رحيل الوالد والخال الشيخ يحيى بن الشيخ سيدي المختار بن الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيديا الكبير : خسارة للعلم، ومحنة للتصوف، رزء للإنفاق وفاقة للمحتاج وعابر السبيل، وخسارة للأمة الإسلامية؛ إنا لله وإنا إليه راجعون. عبدالله يعقوب حرمة الله