يدور الحديث هذه اﻷيام في موريتانيا، حول احتمال إعادة تسمية المطار الدولي في العاصمة نواكشوط، وحول تعديل جديد للعلم والنشيد الوطنيين.
ورغم أن هذه اﻷخبار، أو الشائعات، لم تتأكد حتى اﻵن من مصادر رسمية، إﻻ أنها حظيت باهتمام بعض المواقع وصفحات “فيسبوك”، وتردد صداها في المجالس الخاصة وعلى ألسنة العامة.
وإذا صح أن لدى السلطات نية للقيام بذلك، فإنني ﻻ أفهم لماذا ﻻ يسمى المطار الوحيد من نوعه في البلد، على اسم العاصمة التي تحتضنه..
ومع أنني كنت من معارضي تغيير العلم السابق، من باب الحرص على عدم التﻻعب برموز الدولة واﻻستهانة بقيمتها المعنوية، فإنني ومن نفس المنطلق، ﻻ أرى مبررا وﻻ ضرورة لتغييره مجددا.
أما “النشيد الوطني” الحالي فﻻ شك أنه غير مناسب، ﻻ كلمات وﻻ لحنا وﻻ أداء. ولكن بما أنني أحد احفاد الشيخ سيدي بابا المباشرين وأحد ورثته الشرعيين، ماديا ومعنويا، فإنني أرجو بإلحاح وأرفض بشدة إعادة استخدام قطعته الشعرية “كن لﻹله ناصرا * وانكر المناكرا”، كنشيد وطني بعد أن تم استبداله.
فالقطعة أصﻻ لم يؤلفها، رحمه الله، لتكون نشيدا وطنيا، وهو الذي توفي قبل قيام الدولة بنحو 37 عاما (يناير 1924)، وإنما تنتمي إلى زمن آخر وبيئة سياسية وثقافية واجتماعية مختلفة.
لكن “بلد المليون شاعر” يستحق نشيدا وطنيا حقيقيا، ينتمي لعصره ويليق بمآثره التاريخية، ويخلد ثوابت الوطن وأمجاده، ويعكس آمال وتطلعات مواطنيه ومواهبهم؛ شعرا ولحنا وأداء. وليس من الصعب تحقيق ذلك، عبر مسابقة شعرية، يتم تقييم المشاركات فيها بموضوعية وشفافية، من قبل لجنة من أهل اﻻختصاص في الشعر والنقد اﻷدبي والتاريخ والموسيقى؛ إنشاء وإنشادا، وتلحينه تلحينا ينسجم مع التراث الموسيقي المحلي، مع مراعاة ضرورات عزفه من قبل فرق موسيقية أجنبية في المناسبات الرسمية.
وفي كل اﻷحوال، ﻻ أرى أن هذه التغييرات تدخل ضمن اﻷولويات الوطنية الراهنة، فما زال هناك الكثير مما هو أهم وأولى بالتغيير في هذه المرحلة.
كتب عبد الله اسحاق ولد الشيخ سيديّ ما يلي على صفحته على الفيسبوك: