سهر كل الشعب الموريتاني ليلة البارحة من أجل الاستماع إلى مؤتمر صحفي للرئيس الموريتاني السابق السيد محمد ولد عبد العزيز والذي عرف عراقيل عديدة فى مكان التنظيم وجهة النقل المباشر من القنوات المحلية
وهكذا لم يجد الرئيس إلا منزله فاختاره لتنظيم مؤتمر الصحفي كما اختار قناة الساحل لنقله بشكل وهو ما تعذر عليها وتغلبت عليه أخيرا ونقلت مشاهد منه فقط
ورغم الزخم الذي حظي به المؤتمر فإن التحضيرات له يبدو أنها كانت ضعيفة حتى من ناحية التنظيم وعدد المدعوين والمقاعد المخصصة لذلك
الاستقبال
بعد مشادات وفوضي أمام الباب الغربي لمنزل الرئيس الواقع شمال برص شارع بوعماتو كان أحد شباب الحراسة يخرج بين الفينة والأخري مرددا اسم مؤسسة صحفية ليدخل صاحبها دون التحقق من هويته أو من بطاقته المهنية وهو ما استمر بعض الوقت ليدخل عدد من الصحفيين إلى المنزل .
كان المنزل جديدا وقد تم تداول صور منه عند قدوم الرئيس من جولته حيث توجد عند يمين المدخل غرفة كبيرة مستقلة عن المنزل تظهر بالطراز المغربي ويوحي شكلها بأنها قيطون من الاسمنت تقريبا وهي المحطة الأولي فى الاستقبال ليلة البارحة .
دخل الصحفيون الغرفة التي كانت باردة بسبب التكييف حيث طال الانتظار هناك لساعات دخلت خلالها الرئيس تكبر منت أحمد وسلمت على الصحفيات هناك وسلم عليها بعض الصحفيين ثم غادرت بعد فترة
كان ولد امصبوع صهر الرئيس يشرف على التفاصيل بشكل دقيق رفقة زوجته أسماء وكان الرئيس الموريتاني يخرج بين الفينة والأخري للاطلاع على ما يجري وتارة يستدعيهما معا في نقاش لم يطل كما استدعا المشرف على الإعلام السيد أحمد ولد الدوه وناقشه في بعض الأمور
كما دخل إلى المنزل كل من نائب نواذيبو الدكتور محمد ولد عيه وظل هناك حتى نهاية المؤتمر الصحفي وكذلك نائب كرمسين بيجل ولد هميد والوزير السابق رئيس لجنة تسيير الحزب الحاكم سيدنا عالي ولد محمد خونه , كما كان في المنزل عدد من الأقارب يزيد وينقص وأضيف للصحفيين آخرون لم نعرف لأي المؤسسات ينتمون .
البداية
فى حدود الساعة الحادية عشرة ودقائق نودي على الصحفيين بالجلوس على مكان البث الذي أعد في بهو المنزل حيث كان الجو باردا بعض الشيء وكان المكان غير مغلق بل مفتوحا على كل الجهات وبجانب مرآب للسيارات به عدد من السيارات يبدو أنها جديدة ومتوقفة منذ فترة حيث تعلوها الأتربية وأغلبها من نوعية تويوتا vx
جلس الصحفيون في صفين متقابلين يفصل بينهما المصورون والفنيون واختيرت ثلاثة مقاعد فخمة للرئيس وزميليه بينما اختار أفراد الأسرة الجلوس خلف الكاميرات وجلست نسوة غير بعيد من المكان أمام غرفة هناك .
قدم الرئيس وبيجل وسيدنا عالي وعند وصوله وقف له بعض الصحفيين كتحية له وبقي أغلبهم جالسا حيث وضع الرئيس بعض الأوراق كانت في يده واتجه للصحفيين مسلما علي الكثير منهم وإن تجاوز البعض وغير عابئ بالمصورين والفنيين الموجودين في المكان
نقاش قبل البداية
جلس الرئيس دون أن يسأل عن الحال ولا أن يتكلم مع أحد سوي كلمات قليلة يجيب بها المشرف على الإعلام هناك السيد أحمد ولد الدوَه أو إجابات لمن أرسل إليه يحمل بعض الرسائل الشفوية وكان في أغلب الوقت يقلب هاتفه بين يديه .
بعد دقائق حملت إلى الرئيس معلومات حول تأخر البث المباشر لمدة عشرين دقيقة على الأقل وهو ما أبلغ الصحفيين به قائلا عليكم أن تنتظروا وأن تتعبوا أكثر (أُتفترُ امّلِّ حتَّ).
بعد دقائق بدأ نقاش الرئيس حول الشاي حيث أكد الرئيس أنه لا يشربه وأنه مضر بالوقت والصحة وأنه سبب للكبد المنتشر في موريتانيا حيث نادا الرئيس على ابنته أسماء طالبا إحضار الشاي وهو ما تم خلال المؤتمر الصحفي
خلال جلسة الشاي تم الحديث عن الشاي وأهميته عند الموريتانيين حيث أتحف الحضور مراسل وكالة الأنباء الفرنسية العميد حدامين بقصة كرم السودانيين مع الموريتانيين ودعاء موريتاني لأسرة منهم مستثنيا جبريل من الصلاة عليهم قائلا إنه أفضل الرسل وينتظر أفضل الطعام الذي هو الشاي
كما أتحف مراسل العربي عبد الله ولد ممين الحضور بأبيات متفرقة من الشعر حول الشاي وشربه منشدا
وإن حضر المفتول قلنا لنملة "" مقالتها للنمل فى سورة النمل
كما شرح مراسل دبي محمد الامين ولد محمودي للرئيس عراقيل البث المباشر والأجهزة المستخدمة حاليا في ذلك والتي تحتاج وقتا , ليكون هناك نقاش حول آخر المعدات التقنية فى ذلك وما تكلفه من أموال فتم استدعاء المصور المعروف بيداره الذي أكد أنها تكلف 4000 آلاف دولار وأنها تقنية رائعة وسهلة
وبعد كل هذا النقاش قال الرئيس السابق إن هذا المؤتمر الصحفي به كثير من الصعوبات حيث تم التحضير له منذ أسبوع يقول الرئيس ومع ذلك ها نحن نصل الليلة إلى هذه الوضعية التي ترون .
بعد طول انتظار جاء مدير إذاعة موريتانيد أحمد باب ولد علاتي ليشرح للرئيس صعوبة الحصول على البث المباشر مقترحا على الرئيس السابق الاكتفاء بإذاعة موريتانيد وصفحة الأخبار إنفو مضيفا أن كثيرين اقتنوا أجهزة إذاعية للاستماع للبرنامج ليفتح نقاش بسيط حول المتابعة وتأخر الوقت حيث عقَّب الرئيس السابق على ذلك قائلا سيتابعه من لديه اهتمام به بكل تأكيد .
كما استغرب الرئيس وجود ملثم بين الحضور ليسأل عنه ويطلب منه نزع لثامه ليتبين أنه أحد الصحفيين حيث عقّب الرئيس هذا أنت (أهيه هذ انت)
غير هذه الأحاديث التي تمت بين الرئيس والصحافة كان الكل صامتا يقلب الهاتف بين يديه بالنسبة لمن بقي عندهم أما كثيرون فتم سحبها منهم عند دخول المنزل
تسيير المؤتمر
بدأ المؤتمر الصحفي بكلمة مطولة للرئيس السابق أعقبتها كلمتان مختصرتان لرئيس الحزب الحاكم ونائبه ثم أدار الرئيس الكلام بين الصحفيين بطريقة لم يحسم معاييرها وعمّ مستوي من الفوضي ملاحظا في إعطاء الكلام ومقاطعة المتحدثين من طرف الصحفيين وهو ما عبر الرئيس عن استيائه مرات منه طالبا الهدوء وتبادل الكلام بانتظام
ولم يخف الرئيس انزعاجه من تدخلات البعض ومقاطعته لآخرين ليستمر اللقاء حتى الساعة الثالثة فجرا حيث ختم الرئيس مؤتمره دون سابق إنذار ودون إعطاء فرصة للكلام لبعض الصحفيين من بينهم موريتانيد والسراج وصحراء ميديا وآخرون
وهكذا أسدل اللقاء على أل لقاء صحفي للرئيس السابق منذ مغادرته الحكم قبل فترة ليتم توجيه الصحفيين للباب الشمالي حيث كان عدد من المواطنين يبدو أنهم أقارب يتجمهرون أمام المنزل مرددين شعارات مؤيدة للرئيس وغير ودية تجاه سلفه ومتجاوزة الأمر إلى بعض الفئات والمجموعات
السراج.