فاطمة محمد دحي المديرة الجديدة للشركة الموريتانية للغاز، طفا اسمها على السطح عقب إعلان تعيينها في مجلس الوزراء المنعقد يوم الخميس الماضي الموافق 31/10/2019، على رأس إدارة الشركة الموريتانية للغاز قادمة من الوزير الأولى التي تدرجت فيها من مستشارة إلى مديرة لديوان الوزير التي حولت منه إلى إدارة سوماغاز.
جاء تحويل بنت ديحي بعد إساءتها الأدب مع النائب البرلماني سيدينا سوخنا، الذي شكاها للرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني، وبعد لقاء ضمها بالأخير في مكتبه، لشرح ملابسات ما حدث بينها مع النائب سيدينا سوخنا، فمن هي فاطمة محمد دحي؟
للإجابة على هذا السؤال سننقل لكم الروايتين التي توصلنا إليها عن فاطمة محمد دحي في ظل الغموض الذي يكتف سيرتها الذاتية، والجدل الكبير الذي يثار حول شخصيتها، إذ من الصعب أن يتفق اثنان على شيئ له صلة بها، حتى تاريخ ميلادها.
- الروايات
- فاطمة محمد دحي من مواليد 1995 حصلت على شهادة الباكلوريا عام 2007، لتدخل التاريخ كأصغر فتاة موريتانية تحصل على الباكلوريا في عمر 12 سنة، وتم تكريمها حينئذ من طرف الرئيس الموريتاني سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله. ثم حصلت على منحة دراسية في جامعة الشيخ أنتا جوب بالعاصمة السنغالية داكار، لتحصل منها على شهادة الليصانص، ثم الماستر في القانون الدولي باللغة الفرنسية، وهي الآن تحضر للدكتوراه من نفس الجامعة بحسب الرواية الأولى، أما الثانية فبعيدة كل البعد من ذلك.
- فاطمة محمد دحي من مواليد 1990، وعمرها الحقيقي الآن 29 سنة وليس 25 سنة كما في الرواية الأولى، وتفسر ذلك بحصول تلاعب في السن عند استخراج أول بطاقة بيومترية للترشح للباكالوريا، إذ تم نقص السن الحقيقية بأربع سنوات، وشاركت بالفعل فى مسابقة الباكلوريا فى السنة الدراسية، 2006 -2007، ونجحت بمعدل 10/20. وتضيف الرواية أنه تم تضخيم نجاحها، ليتم اعتبارها أصغر طالبة حاصلة على شهادة الثانوية العامة، فكان للوساطة دور بارز، ليتم إيجاد منحة دراسية لها إلى السنغال، والتحقت بجامعة “l’Université Amadou Hampaté BA de Dakar (UAHB” وقد تولى السفير الموريتاني حينها سيدى ولد إسلم تسهيلات تسجيلها، لكن بسبب تدنى مستواها، لم تستطع بنت دحي تجاوز المقرر أول من السنة الثانية ما أدى لقطع المنحة عنها.
وهذا ما دفع بنت دحي إلى العودة للعاصمة نواكشوط، فى الفترة ما بين 2010 – 2011، بطاقة شبابية، وخبرة نضالية، استطاعت اكتسابها من زملائها الطلاب أثناء تواجدها بالعاصمة السنغالية داكار، وحاولت استثمار تلك الطاقة والخبرة في سوق (النخاسة) السياسية الأكثر رواجا في الفترة الأخيرة، ولم تسئ الاختيار بمنطق الانتهازيين، فقررت معارضة النظام وانخرطت في حزب التناوب الديمقراطي (إيناد) المعارض، وتصدرت صفوف المطالبين بالرحيل مع بداية موجة الربيع العربي، إلى أن جاءت لحظة التحول الدراماتيكي عام 2013، وقررت حصد ثمار نضالها، فانسحبت من إيناد وألقت عصى الترحال بحزب الاتحاد من أجل الجمهورية (Upr) لتبدأ مسيرتها الجديدة.
كانت إحدى المشاركات فى لقاء الرئيس الموريتاني حينها محمد ولد عبد العزيز مع الشباب، والذى أقيم فى شهر مارس 2014، تحت شعار “أنتم الأمل” وقد تميزت بنت دحي بمداخلتها السياسية، لأنها مزيج من تراكمات نضالية وتجربة سياسية غصة، جعلتها مثار إعجاب كثيرين.
وبعدها بدأت فاطمة بنت دحي مسارها الجديد الذي جعل من سباب وتجريح المعارضين لنظام ولد عبد العزيز – الذي كانت بالأمس تتقدم صفوف المطالبين برحيله -رافعة له، وبسببه تدرجت بسرعة في المناصب، من لجنة الصفقات، إلى مديرة لديوان الوزير الأول، مرورا بمستشارة في الوزارة الأولى مكلفة بالشؤون القانونية، ثم أخيرا مديرة للشركة الموريتانية للغاز (سوماغاز).
وهو ما أثار جدلا كبيرا في وسائل الإعلام، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي حول الترقي السريع لبنت دحي، في مختلف الوظائف العليا، التي لا تناسب عمرها ولاتتلاءم مع خبرتها، في ظل وجود من هو أكفأ منها، بحسب منتقديها، الذين يعيدون ذلك لتفشي الفساد، وانتشار المحسوبية، في الدولة الموريتانية ويوجهون أصابع الاتهام هنا إلى الوزير والرئيس السابق للحزب الحاكم سيدي محمد ولد محم، وتكيبر بنت أحمد زوجة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، لما يربطها بهما من وشائج قرابة.
تقدمي