لماذا يبتز القراصنة الأبرياء .. الكاتب حمودي ولد حمادي

جمعة, 2014-08-29 17:11

            منذ أن تعرف الإنسان على الشبكة العنكبوتية,خيم الخوف و القلق على العالم و رواد الشبكة,و منذ أن ولدت المواقع التواصل الاجتماعية,و أصبح بإمكان الكل دخولها بدون تحقق من هويته الأصلية بدأ العالم يتعرف على ما يسمى بجرائم الانترنت,التي يصل عدد ضحاياها إلى الآلاف من مختلف الأجناس و الأعراق و البلدان,ضحايا جرائم الانترنت الذين يتعرضن للابتزاز و التهديد غالبا ما يكونون أبرياء لا ناقة لهم و لا جمل,حيث يتم تحطيم كل أحلامهم و أمنياتهم و ما حققوه في مسيرتهم اليومية باختراق كاميرات أجهزتهم الخاصة التي يستعملونها من خلال,برامج القرصنة التي يستفيد منها رواد عالم القرصنة و هندسة الأجهزة,حيث يتمكن القرصان من اختراق كاميرة الجهاز و تسجيل الضحية في حالة خاصة,ينفرد بها في بيته كالاستحمام و تبديل الملابس و النوم و غير ذلك,بدون علم من الضحية, و عند الانتهاء من التسجيل يقوموا المعلون باستدراج الضحية و ابتزازه و تهديده بنشر الفيديو أو الصور و فضحه في حالة لم يقوم بإرسال المال الذي طلبه منه له,فيصاب الضحية بالهول و الخذلان و بالخوف و الذل و القلق و فجلس يفكر ما الحل و كيف تمكن هذا ألعين من تسجيل الفيديو و هل أقوم بالدفع له للحفاظ على كرامتي و سمعتي و سمعة شرفي و أهلي,فلن يصدقوني من هم بحولي و سيظن جميع من أعرفهم أنني كذلك و للأبد,و سيكون لدى الجميع صفحة سوداء عني سواء كان يعرفوني أو لم يكون, كما أنني سأفقد أشخاص أحببتهم و أحبوني أشخاصا عشت معهم الحلو و المر و سكنت قلوبهم ووجدانهم و أصبحت لهم أخا و أبا و أما,كما أنني سأسقط من أعين الجميع لن يصدقني أحد إذا روية له القصة,فأنا إنسان عندي حاجيات و خصائص أقوم بها في المنزل كما يفعل الجميع,لكن المصيبة عندما ينشر الفيديو و يصل وسائل الإعلام التي لن تستحي من نشر أعراض الناس و امتثال أوامر الله في عباده المستضعفين ستقوم وسائل الإعلام بتداول الفيديو و نشر و الكتابة عنه و سأصبح في مأزق و لن أستطيع أبدا مواجهة أحدهم لأنه لن يصدقني. هذا ما يتبادر في ذهن الضحية,أولا يحزن و يصاب بالقلق و التفكير في مصيره و السوء الظن الذي سيلحق به و خسرانه لثقة أهله و أبويه و أقاربه و أصدقاء فيصنع منه ذلك المبتز ألعين إنسان فاشل و يحطم حياته بدون أي سبب,إلا أنه يجد المتعة في استفزاز الناس و نشر أعراضهم و لحق السوء بهم ألا لعنة الله على هؤلاء و على من يصدقهم و على من صنع برامج القرصنة و أعطى شرحا لها و على قراصنة الدعارة و الجبن و الخوف و الابتزاز.

لماذا يواجهوا القراصنة الأبرياء لماذا لا يواجهون العدو,و لماذا يبتزون الناس,ماذا لو كانت ابنتك أختك أمك جدتك قريبتك,و لماذا لا تتحقق إدارات المواقع التواصل الاجتماعية من هوية هؤلاء,فهم يرتكبون جرائم في حق الإنسانية و في حق الإنسان و لماذا لا توجد جهات أمنية تحمي الأبرياء من شر و خطر هؤلاء و تحمي لهم شرفهم و سمعتهم,و لماذا يقوم الإعلام بنشر الفيديوهات التي يقوم هؤلاء النخاسة الأشرار أعداء  الإسلام و السلام و الإنسان بنشرها,و لماذا يحكم الناس على الأشخاص من خلال هذه الفيديوهات المفبركة,و يصدقونها,و لماذا ينشر أصحاب الصفحات السوداء صفحات النجاسة و النخاسة و الخبيثة التي تحتوي على آلاف المعجبين هذه الفيديوهات و يقدمونها للناس,هل تعلمون بأن بذلك تقتلون الآلاف و ينتحر الآلاف بسبب نشركم لتلك المشاهد,و هل تعلم أن عدم نشرها و تداولها و الحديث عنها و صناعة التقارير و المواضيع الإخبارية منها ليساعد في عدم تسجيلها و يصيب القراصنة بالفشل و الخذلان,و يبعث في نفوس الضحايا التي خيم عليها الحزن و الآلام و سكنها الهم و الغم الحياة من جديد,لنحارب هؤلاء بعدم الاهتمام لما ينشرون و تصدقيه,إعلاميين محررين قضاة حكومة و شعبا و أهلا و أقارب و أصدقاء و نشطاء فيسبوكيين و مدونيين لنجعلهم يندمون على فعلتهم و لنكون أخوة لضحايا و للإنسانية و السلام.

صدقوني الإعلام مسؤول عن انتحار آلاف الأبرياء و إصابتهم بالأمراض النفسية و الاضطرابات العقلية لأنه لا يتحفظ على أي فضيحة لا من كونه منطلق من المبادئ الإسلامية التي تحرم على المسلم نشر أعراض الناس و لا من كونه منطلق من المهنية و الأخلاق و القيم,الإعلام  إعلام دعارة و ليس إعلام التستر على الفضائح و نشر العلم و المعرفة و النصائح و التوجيهات الإسلامية و الإرشاد.

صدقوني الإنسان ليس معصوما,يرتكب أفعال و أخطاء بدون إدراك,و خاصة في سن البلوغ سن الرشد و في تلك السن لا يحكم على الإنسان بأفعاله أو أخطائه لكن يتم توجيهه من جديد و تقديم النصائح له,و الإنسان لديه حواس و شهوات,كشهوة الأكل و الشرب و النوم,هناك أيضا شهوة الجنس وهي مباح للإنسان ممارستها إن كانت على الطرق الدينية و الشريعة المحمدية,لكن هؤلاء المجرمين الخارجين عن القانون الذين لا دين يمنعهم و يفتقدون لعامل الرحمة و الإنسانية يخترعون كاميرات الأبرياء و هم في حالات حساسة سترهم الله بها و عليهم هم أيضا فعل ذلك إن كانوا حقا يؤمنون بالله و اليوم الآخر,وليس استفزازهم و نشر عوراتهم و تدمير حياتهم,بدون أي دوافع أو أسباب,ماذا فعل هؤلاء ليتم الانتقام منهم و تدمير حياتهم كليا أمام الكون و العالم بدون تحرك,بأي ذنب تنشر عوراتهم فهم لا يملكون ما يقضون به حاجياتهم اليومية ليدفعوا لهم ولا يديرون وزارات النفط و البترول و لا يسيرون الحكومة,و لا يملكون مؤسسات,أين قراصنة الحق المجاهدة و محاربة الدعارة و الرذيلة و ستر عورات المسلمين,أم أن القرصنة جريمة خارجة عن القانون لا يمارسها إلا المجرمين لا دين لهم و لا حواس فكر معي أخي إن قام أحدهم بفعل ذلك لأحد من أسرتك و فكر معي في مصير هؤلاء الأبرياء طبعا سيتم تحطيم كل ما بنوه في رمشة عين.

صدقني من يبتعد عنك لهذا السبب لم يكون أبدا لجوارك إلا لغاية ما,صدقوني ما دام الفيس بوك يسمح لهؤلاء بابتزاز الأبرياء و لا يبالي لهم,و لا يحاسبهم فسيصاب الجميع بالأمراض النفسية لنغادر المواقع التواصل الاجتماعية حفاظا على كرامتنا و سمعتنا و شرفنا لنستخدم أسماء مستعارة و نغلق الباب في وجوههم و لنحذر من فتح الكاميرا أني لكم من ناصحين بوضع شريط أسود على كاميرة الجهاز لكي لا يتمكن هؤلاء الخنازير من اختراع الكاميرا.

الثقة التي تضعها في من بجوارك زكية جدا و لا تتلاشى و نظرة الإنسان للإنسان تبدأ من البداية و لا تتغير و هناك أناس طيبون يدركون ما يحدث جيدا و لن تسقط من أعينهم و لن يسقط ظنهم بك كما أن والديك الذين قاموا بتربيك لن تتلاشى ثقتهم فيك و سيكونون بعون الله أقرب المؤيدين لك و لن يصدقوا هذه الخرافات,كما أن إنسان لم يجرب إنسان لا يمكن أن يحكم عليه مهما كان,فإنسان يمسوا كافرا و يصبح مؤمنا و يغفر الله له ما دون ذلك.

يجب وضع حدا لهذا الفيروس و تأمين مستخدمين الانترنت في مشارق الأرض و مغاربها فهو أخطر من فيروس الإيبولا الذي يهز عرش العالم الآن,و يضاعف ضحايا الإيبولا بالملايين و من مختلف الأعراق و البلدان و الثقافات,إذا ظل العالم ساكتا على هذه الجرائم المرتكبة في حق الإنسان و الإنسانية فسيشهد كارثة عما غريب و سيموت ضعف السكان نتيجة لهذا الاستفزاز و الابتزاز الذي يتعرضن له في صمت و سكون و ظلام وهدوء يسيطر على الكل يجب إغلاق كل منابر الشر.

صدقني أنت أيضا قد تتعرض للابتزاز و الاستفزاز و استدراج في غفلة عين بدون إدراك أو شعور إذا كنت تسخر موقعك و شخصيتك و نافذتك لنشر عورات المسلمين يجب أن يتحد العالم ضد هؤلاء الخنازير يجب أن يوضع لهم حد من إدارات المواقع التواصل الاجتماعية و من الدولة و الأمن,يجب أن أن نراعي القيم الإسلامية في مثل هذه الأمور الحساسة التي تهبط بالإنسان, نتحد من أجل ضحايا الانترنت ضحايا القراصنة,قاتلهم الله  وقاتل من أيدهم و نشر ما ينشرون أو نقل عنهم أو تعاون معهم.