حرية ميديا : تذهب كل صفقات وكالة النفاذ الشامل منذ تعيين مديرها الحالي إلى مورد واحد ليس سوى ابن عم المدير ومورده في المؤسسة الوطنية لصيانة الطرق وقبلها في وزارة التجهيز والنقل. والواقع أن المعني الذي كسب صفقات بعشرات ملايين الأوقية ليس موردا حقيقيا بل مجرد حامل رأسية شركة مقاولات يتنقل مع ابن عمه حيثما حل ليحولا المؤسسة أو المصلحة التي توكل إليه مهمة إدارتها إلى بقرة حلوب تدر المداخيل الكبيرة بلا مقابل أو بمقابل زهيد جدا، وفق ما كشفته المعلومات الصادمة التي حصلت عليها "السبيل" من مصادرها الخاصة.
لقد أثارت عملية الفساد المتواصلة على بعد أمتار من رئاسة الجمهورية امتعاض وتذمر موظفي هذه المؤسسة المهمة والعاملين بها لما تمثله من استخفاف بالقانون وظلم فاضح للموردين السابقين للمؤسسة، وتبديد للموارد العامة في أمور أقرب ما تكون إلى الهدايا العائلية والاكراميات بين ذوي القربى.
وتكشف هذه الحالة عن تحدي المعني للسياسة العامة لمحاربة الفساد حيث سبق للوزير الأول يحي ولد حدمين أن نبه خلال تصريح صحفي إلى ما يمثله الموردون الرحالة مع أولياء نعمتهم أينما حلوا من أضرار كبيرة على الاقتصاد الوطني وتبديد أموال الشعب.
ومعلوم أن التغاضي من طرف المعنيين يولد الاحتقان والحنق لدى عامة أفراد الشعب الذين يرون أموالهم تنهب بينما يرزحون هم تحت وطأة الفقر
نقلا عن السبيل