هو فياه ولد لبات ولد فياه ولد المعيوف من اولاد تكدي ثم من اولاد اكشار احدى قبائل الشمال الموريتاني المعروفة بالكرم والجود والبسالة والاقدام. ولدالمرحوم فياه سنة 1935 في منطقة (أمســــــاكة) بولاية ادرار في الشمال الموريتاني. والده هو لبات ولد فياه( لكرع) ولد المعيوف وامه مريم منت امحيمد من قبيلة اولاد غيلان الكريمة.
وعمه لابيه هو البطل الشهير امحمد (لحزام )ولد المعيوف الاكشاري.
بدأ فياه حياته المهنية في الخمسينات معلما ومديرا في مدرسة ابتدائية في مدينة ودان التاريخية ثم في مدينة شنقيط وتجكجه.
وفي سنة 1958م وأثناء فترة الاستعمار الفرنسي، التحق بالقوات الفرنسية العاملة آنذاك في موريتانيا، ليكون أحد أبرز الضباط الذين ساهموا في تأسيس الجيش الموريتاني. حيث عمل في جميع المدن والقرى والبوادي الموريتانية . وخدم هذا الوطن بكل اخلاص وتفان.
و كان أول الضباط المكتتبين في القوات المسلحة الموريتانية (الجيش الوطني) أمبارك ولد بون مختار وفياه ولد المعيوف ومولاي ولد بوخريص.
في 28 نوفمبر 1960 كان الملازم فياه ولد المعيوف هو من قام برفع العلم الموريتاني في يوم الاستقلال الوطني ليرفرف عاليا في سماء الوطن. ويعلن بذلك استقلال الجمهورية الاسلامية الموريتانية.
و بعد الاستقلال عهد اليه بتشكيل وحدة الدرك الوطني الموريتاني التي ظل قائدا لها إلى غاية سنة 1978م . حيث عكف فياه على تاسيس هذه الوحدة العسكرية الهامة .فكون اطرها احسن تكوين . وزودها بالخبراء والفنيين في جميع التخصصات . ونتيجة لجهوده اصبح الدرك الوطني من اكثر فروع الجيش الموريتاني انضباطا ورقيا الى يومنا هذا. ويرجع الفضل في كل ذلك الى جهود وتضحيات هذا القائد الفذ.
أثناء حرب الصحراء بين موريتانيا وجبهة البولساريو سطع نجمه كأحد أهم القواد الميدانيين حيث أبلى بلاء حسنا في معركتي بير گندوز و آوسرد الشهيرتين في تيرس الغربية و دخلت كتيبته مدينة الداخلة الصحراوية، بعدها تمت ترقيته إلى رتبة عقيد..
مع بداية دجمبر سنة 1975 أصدرت القيادة الموريتانية أوامرها لقواتها لاحتلال مدن ومراكز وادي الذهب، لتبدأ بذلك حرب الصحراء الغربية التي استمرت 3 سنوات متتالية.
ومن دجمبر 1975 حتي فبراير 1976 تركزت العمليات العسكرية الموريتانية في الجزء الجنوبي من الصحراء الغربية وتحديدا مناطق وادي الذهب، حيث كانت القوات الموريتانية تحت قيادة العقيد فياه ولد المعيوف، وقد دارت أولى المعارك في 11 دجمبر سنة 1975 واستهدفت السيطرة على مدينة لگويره الحدودية واستمرت هذه المعركة عدة أيام أعلن بعدها في 20 دجمبر، أن القوات الموريتانية قد استولت على المدينة.
بعد ذلك بأيام قليلة أعلنت القيادة العسكرية الموريتانية أن قواتها في الصحراء بقيادة العقيد فياه قد دخلت تشلة الواقعة في جنوب الإقليم، وأرغمت المقاتلين الصحراويين على إخلائها نهائيا في 22 دجمبر وبعد ذللك بثلاثة أسابيع عمدت القوات المسلحة الموريتانية إلى فرض حصار عسكري على مدينة العرگوب الواقعة بمحاذاة المحيط الأطلسي إلى الجنوب من الداخلة والتي دافعت عنها قوات البولبزايو دفاعا مستميتا، ولم تستطع القوات الموريتانية أن تدخلها إلا في 11 يناير 1976، وفي هذه الأثناء كانت المعارك العنيفة تدور بين المقاتلين الصحراويين في عين بنتيلي شمال شرق الصحراء.
وكانت أكثر المعارك ضراوة في الصحراء تلك التي جرت حول مدينة أوسرد الواقعة في وسط تيرس الغربية والتي توجد بها أكبر قواعد جبهة البوليزاريو في المنطقة، وقد هجرها أغلب سكانها مع بدء الاجتياح للإقليم، وهي محاطة بحصون منيعة أقامها الإسبان منذ بداية احتلالهم للمنطقة وبسلسلة جبلية تحيط بها من كل الجهات تقريبا مما يعني بالمقاييس العسكرية الدفاع عنها بسهولة واقتحامها بصعوبة، خصوصا في ظل تواضع الإسناد الجوي للقوات المسلحة الموريتانية المهاجمة مع أن هذه المدينة مهمة بالنسبة للصحراويين وتمثل أهم و آخر معاقلهم في المنطقة، لذلك كان لابد للقوات الموريتانية من احتلالها لوقوعها على الطريق الصحراوي الرابط بين مدن الشمال الموريتاني والمدن الصحراوية ولتكمل بذلك حملتها العسكرية وتقضي على الخطر الذي يمثله مقاتلو جبهة البوليساريو فدارت معركة تحرير عنيفة قادها العقيد فياه دامت خمسة عشر يوما وفي 6 فبراير1976 رفعت القوات الموريتانية علمها خفاقا فوق مدينة أوسرد معلنة تحريرها.
في 5 من يونيو 1976 انطلقت قوة من تيندوف يقودها الولي مصطفي السيد، كان هدفها محاولة السيطرة على المناطق الاستراتجية لإرباك القوات الموريتانية وتوسيع الجبهة للتأثير في معنويات الخصم، و وصلو انواكشوط وبعد مقتل الولي ودليله لعروسي وفرار بقية المجموعة قطعت عليها قوات المنطقة العسكرية الأولى بقيادة العقيد فياه الطريق عند بلدة تورين. فقتل من قتل واستسلمت البقية، فغنت لفياه الشوادي في المنتبذ القصي:
الله الله الله – طلّع درجت فياه
ليلتْ خبطتْ تورين :: أظهر فيها مزّاه
ماصلَّ بعد إلين :: ما خلَّ حد إوراه
كان العقيد فياه من الضباط المخلصين للرئيس المرحوم المختار ولد داده ورفض بشكل قاطع المشاركة في الانقلاب الذي قاده بعض ضباط المؤسسة العسكرية في 10 يوليو 1978 على نظامه، فتم اعتقاله ووضعه تحت الإقامة الجبرية في كل من بومديد . مالايعرفه الكثيرون ان الانقلاب كان مقرر له تاريخ قبل 10 من يوليو الا ان مدبري الانقلاب تفاجاوا بحضور العقيد فياه ولد المعيوف من الشمال . فاضطروا الى تاجيل الانقلاب حتى عودته الى مقر عمله في مدينة الداخلة.
يعرف فياه بين زملائه بالصرامة والانضباط والشجاعة والإقدام واحترام العسكرية.
في المحاولة الانقلابية 16 مارس 1981، قرر الانقلابيون جعله رئيسا لموريتانيا لفترة انتقالية، وبعد فشل المحاولة لجأ فياه للسفارة الفرنسية ثم رجع إلى منزله فجاء الدرك للقبض عليه، فنصب سلاحه ونثر ذخيرته، فأمر العقيد يال الحسن الدرك بالرجوع فرجعوا عنه وتم التفاوض معه وسويت المشكلة سلميا بوساطة من وجهاء من بينهم ولد الزين الضابط الدركي الشهير . فتم وضع الاقامة الجبرية مرة اخرى عليه هذه المرة في يغرف.
رحمه الهه تعالى رحمة واسعة . امين.