
طالعت باستغراب شديد في موقع "حرية ميديا " صباح اليوم خبرا عن سحب عدد من وكلاء تلاميذ الثانوية العسكرية بنواكشوط لأبنائهم من الثانوية احتجاجا على ما وصفوه بتردي الأوضاع السكنية والمعيشية والتعليمية وما سموه النهج اللاقويم الذي طرأ على سلوك المدرسة حسب تعبيرهم . وقد أثار الأمر استغرابي لعدة أسباب : ــ أولا : أنني أحد أساتذة المدرسة ومطلع على كل خفايا ما يجري فيها ولم أعلم بوكيل سحب ابنه منها ، لكني أشاهد يوميا عشرات الآباء الذين يترددون على الثانوية طمعا في أن تُراجع المؤسسة عن قرارات بالطرد بحق أبنائهم لأخطاء ارتكبوها ترى المؤسسة أنها لا تتناسب وهدفها الذي أنشئت من أجله بوصفها صرحا للمتميزين . ثانيا : أن أسماء التلاميذ الذين نشر الموقع سبق وأن اجتمع لهم المجلس التأديبي بالثانوية وطردهم بسبب تدني مستوياتهم وسوء أخلاقهم وهو ما ينفي جملة وتفصيلا قصة السحب وهذه نتائجهم بالتفصيل في الامتحان الأخير وفي المواد الاساسية : ـــ التلميذ زين الدين سيد أحمد معدله في الامتحان الماضي 08.16 وحصل في الرياضيات في الامتحان الأول على 03.5 كما حصل في الفيزياء على 00 ـــ سيدي المختار ولد حبيب معدله في الامتحان 07.99 وحصل في مادة الرياضيات على 01.5 بينما حصل في الفيزياء على 01.5 ـــ محمد سالم ولد الخضر ولد أكليب معدله في الامتحان الماضي 07.07 وحصل في الرياضيات على 05.5 وفي الفيزياء على 03.5 ــ إبراهيما حسين صال معدله في الامتحان 08.94 وحصل في الرياضيات على 01.5 بينما حصل في الفيزياء على 02 ثالثا : أن آباء هؤلاء التلاميذ تم استدعاؤهم عدة مرات لإطلاعهم على الصحف الذاتية لكل واحد من هؤلاء قبل طردهم وفي الصور المرفقة تجدون صورا من هذه السير وفيها المخالفات التي سجلت على هؤلاء . رابعا : أن الحجة التي قدمها الآباء داحضة وفاقدة للنزاهة الفكرية وهي تردي الأوضاع السكنية والتعليمية وهو ما يشهد الواقع بتكذيبه فالمدرسة شهدت في الفترات الأخيرة تطورا ملموسا في البنية التحتية لها ، كما أن المعاش الذي تقدمه لتلاميذها من أمثل ما يقدم في نظيراتها . وعليه أرجو من الزملاء في الموقع تصويب الخبر وإبلاغ الآباء أن القرار الذي اتخذته المدرسة بتطهير ساحتها من الخلايا النائمة للمشاغبين والكسالى الذين يعولون على مهارتهم في الغش للتجاوز من مستوى إلى آخر قرار لا رجعة فيه ، لأنه يهدف إلى المحافظة على الصورة الناصعة للمؤسسة ويحقق الهدف الذي أنشئت من أجله وهو أنها مؤسسة امتياز لا مكان فيها لغير المتميزين ، هو القرار الذي ستضمن به المؤسسة مصداقيتها التي يتحدث المرجفون في المدينة اليوم عن اهتزازها كردة فعل على قرار التصفية . كما أن على الآباء أن يبتعدوا عن العاطفة في حكمهم على الأشياء ويعلموا أن للثانوية العسكرية قوانين تنظمها وعقيدة تحكمها لا تخضع لهوى قائد ولا مدير وإنما تخضع للعملية والمهنية . أخيرا أوصي الصحفيين الجادين بالتعامل بمهنية مع كل خبر من هذا النوع ضمانا لمصداقية منابرهم الإعلامية ، حتى يستجيبوا للأمر الإلهي ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) ﴾