المملكة الجديدة ..حكمة الشيوخ وذكاء الشباب ... انطباعات على هامش الحج هذا العام /سعيد ولد حبيب

ثلاثاء, 2025-06-10 14:39

لا شيء يجري بالصدفة اليوم في المملكة العربية السعودية فحكمة الملك الشيخ وذكاء وطموح وتوثب ولي العهد الشاب امتطيا صهوة حصان التقنية وطفقا يخوضان به مضمار التطور والحداثة حتى وضعا قطار تنمية وتحديث المشاعر المقدسة على السكة
 
حطت بنا طائرة الإيرباص ضحى في  مطار محمد بن عبد العزيز  المدينة المنورة ضمن الفوج الأول من الحجاج الموريتانيين بدت لنا التجربة مثل  حلم لايحب النائم أن يصحو منه بينما كان المرور من الإجراءات وركوب الباصات وأصوات التكبير و علامات الشوق  كلها تشي بحقيقة الأحداث وانني في واقع معيش  ..نعم نحن في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..أول ما يتبادر إلى الذهن هو رؤية المكان الذي به قبر سيد الوجود الذي تنتظر آمة المليارين الآن ..الله اعلم بعددها يوم الحساب أن يشفع لها عند ملك مقتدر ..
في الحقيقة نلنا من نفحات المدينة ما نلنا من جواره صلى الله عليه وسلم أياما واكتمال صلاة الأربعين في مسجده لكننا في نفس الوقت دهشنا من فخامة العناية الممنوحة للأماكن المقدسة من طرف المملكة وكلما اقتربنا من تحليل وتفكيك مقاربة الحج لهذا العام وجدنا من المعطيات ما يشفي غليل السائل عن كيفية وصول الخدمات في المشاعر لهذه الدرجة من الدقة والفرادة والشمولية وعندما نغوص في تفاصيل الخطة نجد أن رؤية المملكة 2030 هي نفسها تتحقق حتى قبل الوصول إلى هذا التاريخ 
فعلى مستوى البنية التحتية والخدمات اصبحت الأماكن المقدسة مدنا عصرية تربط بين أطرافها الجسور والطرق الفسيحة والعمارة الجذابة وكلما تشتهيه النفس من علامات الراحة للعبادة والنسك فمشروعات توسعة المسجد النبوي لا تتوقف حيث تتم مراعاة تضاعف عدد الحجاج والزوار بشكل كبير الأمر الذي يتطلب إقامة منشآت مرافق فخمة لمنح ضيوف الرحمن الراحة لإقامة عباداتهم وهو نفس العمل المقام به في،مكة المكرمة حيث تعمل السلطات السعودية على توجيه الموارد والخطط الكبرى إلى هذه الأماكن من أجل راحة ضيوف الرحمن 
وحرصا على راحة هؤلاء وسلامتهم تم اعتماد خطة شاملة لتجنب تكرار الأحداث التى يسببها التدافع وذلك عبر بناء،جسور ومسارات عريضة وطويلة بعضها التفافي وبعضها أنفاق تحت الارض لضمان تفويج هؤلاء لدى أداء المناسك وقد تم استخدام الذكاء،الاصطناعي بحرفية ومهارة كما اعتمد على التطبيقات الذكية لفهم حركة الامواج البشرية واتخاذ التدابير المطلوبة عبر،نظام تقني ذكي يعطي مؤشرات للمشرفين في غرفة التحكم كي يأمروا بدورهم بتوجيه بوصلة الحجاج نحو مسارات اكثر امنا وسلامة 
ويقوم شباب سعوديون متطوعون بأعمال رائعة في مجال توجيه الحجاج ومنحهم الأجوبة الشافية على الأسئلة التى يطرحونها خصوصا أثناء البحث عن الممرات والطرق المؤدية إلى الأماكن المقدسة أو إلى الخدمات الملحقة بها 
وفضلا عن ذلك ينتشر آلاف رجال الأمن في مختلف المناطق لرعاية حركة السير وضمان انسبابيتها وليكونوا عيونا يقظة حتى لا يكدر صفو ضيوف الرحمن مكدر 
وقد قامت السعودية بتوفير مستشفيات ومراكز طبية وعيادات ثابتة ومتنقلة للتدخل الطبي عند الحاجة وذلك عبر نظام تأمين صحي شامل لا يدفع فيه الحاج فلسا واحدا 
وهكذا ظهرت المملكة قائدة ورائدة حائزة قصب السبق في تنمية الأماكن المقدسة ومحدثة ثورة عصرية في مستوى أداء،وكفاءة خطتها للحج عام 2025