استدعاء مدير موقع " الشرق اليوم" علي خلفية مقال " رأي" نقله وعزاه لموقع آخر سبقه في نشره هو محاولة مكشوفة لتكميم الأفواه ورسالة غير مطمئنة علي مستقبل حرية الاعلام في هذه الارض. ومع معارضتي المبدئية لكل ممارسات السب والشتم والقذف وبث الفرقة بين مكونات المجتمع والتي هي للأسف السمات الغالبة علي اعلام ناشئ يتخبط في خطواته الأولي و قد طبعته بشكل قد يكون عاما حيث لم يسلم منها "إلا من رحم ربك" ومع ذالك يقوم بعض المتنفذين بتصفية الحساب مع البعض والتغاضي عن البعض الآخر. وهو ما يعطي الانطباع أن هناك أمرا دبر بليل وأن جهات سياسية وأمنية هي التي تقف وراء هذه الضجة لمآرب أخري. رسالة اليوم كانت واضحة وجلية لموقعي " الشرق اليوم والمشاهد" وهي تعني ببساطة أن حرية الرأي ليست متاحة للجميع مثلها مثل الاشهارات والعقود وحضور الندوات والمشاركة في التظاهرات الرسمية. وإلا فما سر سكوت من يسميهم البعض المواقع المتقدمة في النشر والتي أكتفت حتي الساعة بالتشهير غالبا وبنقل خبر الاستدعاء لزملاء في المهنة ذنبهم أن خطهم التحريري لايوافق هوي البعض ولايروق للبروقراطين المتحكمين في مفاصل المشهد ين السياسي والاعلامي بكل تفاصيلهما القاتمة. لماذا لايتم استدعاء الإمبراطوريات الالكترونية التي تتحفنا يوميا بمآثر بكر بن وائل من خلال حفلات هنا؛ أو هناك ؟ أم أنها معفية لحاجة في نفس يعقوب للحفاظ علي نفس الديمقراطية الكرتونية التي يعبث بها بعض المتسلطين ؟. ألم يشهر مسؤول حكومي بارز منذ أيام في مقال له بقبيلة وازنة لها تاريخها البطولي وأمجادها المعروفة ومع ذالك لم يسأل ببنت شفة عن فعلته ؟ أم أن العيون لا تبصر إلا من تريد تجسيدا لقول الشاعر: مَلكنا فَكانَ العَفو مِنّا سَجيَّةً -- فَلَمّا مَلَكتُمْ سالَ بالدَّمِ أبطُحُ وحَلَلتُمْ قَتلَ الأسارى وطالما -- غَدَونا عَن الأسرى نَعفُ ونَصفَحُ فَحسبُكُم هذا التفاوتُ بَينَنا -- وكُلُّ إِناءٍ بالذي فِيهِ يَنضَحُ . بقلم:مريم سالم