هذه صورة أسد المقاومة ، الرجل الذي أذهل الجيش الفرنسي بشجاعته وسرعة تحركاته ، فاوضوه كثيرا لكنهم اعترفوا له في الاخير بانه انما كان يفاوضهم كسبا للوقت وليس لامر اخر ..إنه الامير البطل المجاهد سيدي ولد محمد فال ولد سيدي ولد محمد لحبيب ، لم يقاتل دفاعا عن الترارزة فقط ، الامارة التي اعتبرتها فرنسا ألد اعدائها وأصرت على تفكيكها الى الابد ، وإنما قاتل في كل مناطق الوطن في ادرار مثلا يقول افريرجان :

"...16 مارس 1908 بالقرب من يغرف قتل النقيب ريبو على يد فرقة من المقاومين يقودها كل من امير أدرار ولد عيده والامير سيدي ولد محمدفال من الترارزة ويقال بان هذا الاخير هو من قتل ريبو بيديه ...تدخل الملازم "شميت " حال دون هزيمة ساحقة للفرنسيين واستطاع اعادة باقي الكتيبة الى مركز اكجوجت ..."

وفي انشيري يعترف افريرجان ايضا بالقلق الذي اصاب الفرنسيين من تواجد الاميرين الاخوين سيدي واحمد الديد الى جانب ابن عمهما امير ادرار ضمن كتائب المقاومة التي تتحرك في سبيل تحرير انشيري ، يقول افرير جان :

"...سكنت متمددا أحاول الإخلاد إلى النوم جاء الملازم "جيرار" يوقظني قائلا:سيدي الرائد" هناك ضوء نار متواصل يزداد حجمه مما يعني أن حولها من يؤججها، و"جاسوسنا البيظاني" الذي كنت معه يزعم أن الأمير "ولد عيده" و"ولد سيدي" كانا شخصيا ضمن من واجهناهم هذا المساء وربما يكون معهما ولد الديد .."

سالت دماؤه الطاهرة في معركة تحرير مركز اكجوجت يقول الرائد جيليه في كتابه التوغل :

"....انسحب المهاجمون وكان من بينهم ولد سيدي الذي نقل الى اطار للعلاج .."

وفي الاخير وعلى عكس ماتروج بعض اقلام الدولة العميقة من تشكيك بالمقاومين وبامراء الترارزة بالذات من انهم اصحاب مطامع فردية ولايعرفون معنى الجهاد ، انقل لكم هذه الشهادة من عدو طالما احتك باولئك الامراء وكان ممثلا للحكومة الفرنسية في معظم المفاوضات التي سبقت التوغل الفرنسي انه الرائد افريرجان الذي يقول في مذكراته مايلي :

"... يقال (أقتل عجوز "البيظان" ولكنك لن تغير طبعه)، أحسست بروح "عجوز البيظان" أثناء مباحثاتي مع جماعة "الأمراء" فقد ترسخ في عقلية هؤلاء النبلاء أو القادة عنصر لن يتسنى لنا القضاء عليه أبدا، ولو بإغراء المصلحة، إنه اعتزازهم بحقوقهم وأصلهم ودينهم...."

صحيح انتصرت فرنسا عسكريا في الاخير ، لكن الحق لايموت وتأبى مواقف العز ان يطويها النسيان .

والحق ماشهدت به الاعداء ، رحم الله الامير سيدي ولد محمد فال وكافة امراء المجد والمقاومة في ترارزة العز والصمود .

 

عن صفحة المدون اعل الشيخ الحضرامي امم