اليوم يرفع المرابطون الوطن عاليا بفوزهم التاريخي على المنتخب الجزائري الشقيق صاحب الألقاب الأفريقية الصاخبة ؛ هذه النتيجة ليست صدفة أو هيبة من الساحرة المستديرة ـ كما يقول أهل الرياضة ـ ، بل هي نتيجة عمل تراكمي تم التخطيط له على مهل وروية ووفرت له الوسائل المادية والبشرية وحظى بالرعاية الرسمية من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ، الذي استقبل المنتخب الوطني مباشرة بعد تأهله لكأس الأمم الافريقية وعبر لهم بكل قوة وصدق عن وقوف الدولة والحكومة إلى جانبهم مشجعين ومؤازرين ، ووجه قطاع الثقافة والشباب والرياضة باتخاذ كل التدابير اللازمة من أجل مشاركة مشرفة لمنتخبنا الوطني في كأس الأمم الأفريقية 2024 ؛ وقد تجسد هذا التوجيه بسرعة وفاعلية بفضل متابعة معالي وزير الثقافة والشباب والرياضة السيد احمد سيد احمد اج ؛ والعمل الرائع الذي قامت به الاتحادية الموريتانية لكرة القدم بكل طواقهما الفنية والتأطيرية .
كرة القدم الوطنية ـ القادمة من بعيد ـ لم تعد نكرة بين الأمم ؛ وباتت قصة تطورها حديث المحللين الرياضين ؛ وعبر كل القنوات والشاشات يعبرون عن اعجابهم بالتجربة الموريتانية واندهاشهم من الدعم الكبير والسخي الذي تمنحه الدولة للمنتخب الوطني ، فمنذ وصول فخامة رئيس الجمهورية للسلطة لم يغب المنتخب الوطني عن أي بطولة قارية بدءا من بطولة افريقيا للمحليين في الجزائر ، و كأس الأمم افريقية ثلاث مرات متوالية، هذه العناية والرعاية الحكومية عبر عنها حضور معالي وزير الثقافة والشباب والرياضة بحضوره للمباراة الأولى للمنتخب الوطني مشجعا ومساندا ، وليؤكد للمرابطين أن زمن المدرجات الشاغرة من المشجعين الرسمين قد ولى وإلى الأبد.
إن الامر الذي يجب أن يدركه الجميع أن كرة القدم لم تعد مجرد لعبة مسلية وممتعة بل أصبحت دبلوماسية واقتصادا، ومعززا قويا للوحدة واللحمة الاجتماعية ؛ فشكرا لأحفاد المرابطون على هذا النصر النظيف ، فقد فعلها اسلافهم في معركة الزلاقة وأطالوا عمر الدولة الإسلامية في الأندلس زمنا طويلا .