لا احد يكتب في صلب الموضوع ، ذلك الموضوع الذي نعرفه جميعا و يهمنا جميعا ويخيفنا جميعا .
الكتاب يلفون من حوله لفة عظيمة ثم يغوصون بشكل لولبي الي اعمق نقطة بعيدة عنه ، بعدها يطيرون الى اقصاها في الأفق ثم يعودون لنقطة المنطلق غارقون في العرق.
لا احد يتحدث فيما يجب الحديث عنه إلا في الأماكن المغلقة وبمجرد النظر في وجوه من حوله تجعله القسمات الخالية من اي تعبير والنظرات المتبرئة من اي وجهة نظر يغص بريقه .
لا أحد يعارض فعلا ولا احد يوالي فعلا ، وكأن الجميع على حافة هاوية يعضون على اسنانهم في إنتظار اطلاق الصرخة الأخيرة .
المعارضة تعد للحدث بهمة حمار الرحى ، والموالاة تثمن وتمجد بصوت متقطع يأكله الصدى ويشربه التردد .
لا احد سيعلق لك ان كتبت ولا احد سيرد عليك ان تكلمت فقط ذلك الفراغ والصمت المطبق وكما نعرف جميعا الصمت سيئ بقدر العاصفة التي تتبعه عادة .
على العقل الذي فكك كل شئ ان يعيد صياغة الشكل الذي يريد بأسرع وقت ممكن لأن ستة اشهر لا تكفي .