ظهر العقيد اعل ولد محمد فال من جديد وعبر صحافة أجنبية هذه المرة، ليوزع الشتائم ويكيل الاتهامات جزافا للنظام الحاكم في موريتانيا وعلى رأسه الرئيس محمد ولد عبد العزيز، بالتزامن مع الحملة الصهيونية على
الفلسطينيين، مما يفسر حقد العقيد على الرئيس بسبب طرده سفارة إسرائيل وتحقيقه مكاسب كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية.
في جديد العقيد اعل هذه المرة أن ولد عبد العزيز لم يكن رقما في انقلاب 2005 وإنما ساعدته أخطاء الرئيس السابق سيدي ولد الشيخ عبد الله حين مكنه من الأمن ومنحه رتبة "جنرال" في الجيش الموريتاني.. إلى هنا انتهى كلام العقيد اعل.
يعتقد بعض المتابعين أن العقيد ولد محمد فال يصف نفسه من حيث لا يدري، فهو الذي لم يكن رقما لا أولا ولا عاشرا في الانقلاب على ولد الطائع، والسبب أنه أحد المستهدفين بالانقلاب، لأنه كان واحدا من أركان النظام، وكان سوطه الذي يجلد به أصحاب الرأي المخالف على مدى 20 سنة.
حين تحرك الضباط الوطنيون صبيحة الـ03 أغسطس كان ولد محمد فال ما يزال نائما في فراشه، وتم إيقاظه بعد أن تم ترتيب كل شيئ، ولأنه الأكبر سنا أنذك وضعه الضباط على الواجهة، لكنه حاول الالتفاف على خيارات المؤسسة العسكرية عبر مشروع البطاقة البيضاء التي يعرف الجميع قصتها، وهي محاولة أفشلها ولد عبد العزيز نفسه.
وحين حاول العودة للسلطة عبر صناديق الاقتراع لفظه الشارع الموريتاني الذي منحه نسبة 3% من أصوات الناخبين.
للعقيد اعل تاريخ طويل من المكر والدسائس والوقيعة بين الناس، وعلى ذلك تشهد سجون ولاتة وتشيت ومخافر الشرطة في نواذيبو ونواكشوط، ويعرفه أكثر أولئك الذين يسيرون إلى جانبه اليوم في المعارضة، فقد حظرت أحزابهم وتم سجنهم بناء على تقارير العقيد اعل وحده.
واعل ولد محمد فال هو مدير الأمن الوحيد الذي خرج من مكتبه وهو يزاحم رجال المال والأعمال بثروته المالية الضخمة، ولو أنصف الدهر لتمت مساءلته عن هذه الثروة وذالك التاريخ المليئ بالقمع والتنكيل والقتل على الهوية.
ينسى العقيد جزءا مهما من تاريخه، ربما لأن ذاكرته مثقوبة، لكنه يرتكب حماقة كبرى حين يتوهم أن الشعب الموريتاني نسي تلك العقود السوداء التي ساسه فيها العقيد اعل وما شهدته من تنكيل بالقوميين العرب وقتل للزنوج الموريتانيين في أحداث 1989 وحظر وإغلاق للأحزاب والصحف والمواقع..
لدينا ذاكرة قوية لم تتسرب إليها الشيخوخة بعد، وعلى العقيد اعل أن يحترم عقولنا على الأقل، فأجواء الحرية التي ينعم بها اليوم ليست مسوغا لقلب الحقائق ونشر الأراجيف والتطاول على الرموز السيادية للدولة..
نتمنى أن يفهم العقيد أبعاد الرسالة، ومضامينها.. فمازال في الوقت متسع لمن عسرت عليه قراءة الواقع وفك رموزه.
سيدي محمد بوجرانه