قال وزير الاقتصاد والتنمية المستدامة عبد السلام ولد محمد صالح إنه يمكن لمجموعة "بريكس" أن تلعب دور القاطرة لنمو شامل في القارة الافريقية، وذلك باعتبارها تمثل 25% من الناتج القومي العالمي، وكذا بموجب تجربتها الواسعة والمختلفة وقدرتها المالية وخبرتها التكنولوجية المتقدمة.
وأكد الوزير خلال كلمة له في إحدى جلسات قمة "بريكس" المنعقد في جنوب إفريقيا أن موريتانيا تتطلع إلى نسج شراكات قوية مع منظمة بريكس، والاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة التي تزخر بها البلاد، مؤكدا وجود فرص واعدة في مجالات الطاقات المتجددة، والمعادن والغاز والبترول، مذكرا بأن موريتانيا ستدخل قريبا نادي الدول المصدرة للغاز والبترول.
كما تحدث الوزير ولد محمد صالح عن التحديات التي تواجه إفريقيا بشكل عام، ومنطقة الساحل بشكل خاص، "خاصة تلك المتعلقة بالتغيرات المناخية والفقر والتفاوت الاجتماعي والأمن"، مضيفا أن موريتانيا بقيادة الرئيس محمد ولد الغزواني تتطلع الى لعب دور بناء ومحوري من أجل إرساء السلم والدفع بالتنمية المستدامة.
وأكد الوزير أن الحكومة الموريتانية انتهجت سياسة متكاملة وشمولية وتشاركية، تهدف الى ضمان الاستقرار السياسي والأمني ومحاربة الفقر وتعزيز اللحمة الاجتماعية، من أجل تنمية مستدامة وخضراء تؤسس لتحول بيئي وطاقوي، يأخذ بعين الاعتبار تحديات التغيرات المناخية.
وأضاف أنها واكبت هذه الإصلاحات المؤسسية، بخلق إطار ملائم للاستثمار وتشجيع مناخ الأعمال، ودعم المبادرات الخاصة، معبرا عن ثقتهم في أن كل هذه الإصلاحات ستعطي نتائج هامة، "وقد بدأت بالفعل تؤتي أكلها، حيث نعول كثيرا على التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة وخاصة مجموعة البريكس".
ورأى الوزير أن انعقاد القمة في ظل ما يجتاح العالم من أزمات أمنية واقتصادية وبيئية جسيمة، يشكل دليلا على الإرادة القوية المشتركة لهذه الدول للعمل مع الجميع وخاصة قادة القارة الافريقية من أجل توطيد السلم والدفع بالتنمية.
وعبر ولد محمد صالح عن قناعة موريتانيا بأن نجاعة ما يقام به، من توحيد الجهود والوسائل لحل النزاعات، رهين بالقدرة على بناء نهضة شاملة تأخذ في عين الاعتبار تحديات البطالة والهشاشة والتفاوت والتهميش خاصة ضد المرأة الريفية والتغيرات المناخية.
وذكر الوزير بأن الأمن اليوم مسؤولية الجميع فلا دوام لأمن يبنى على حساب أمن الآخرين. ولن يكون أمن مستديم إلا في ظل أمن الجميع، مردفا أن الجمهورية الإسلامية الموريتانية تدعو في كل النزاعات، إلى حل سلمي، أساسه القانون الدولي ويأخذ بعين الاعتبار هواجس ومصالح كل الأطراف، ويؤسس لاستقرار وأمن دائمين يشيدان لتنمية مستدامة.
وشارك ولد محمد صالح في القمة 15 لمجموعة "بريكس" ممثلا للرئيس محمد ولد الغزواني، حيث أكد في كلمته أن غزواني كان يود حضور القمة المنعقدة "على هذه الأرض التي تحتل مكانة خاصة في قلوب كل الموريتانيين، لولا أجندة مرتبة مسبقا".
وأصدرت دول مجموعة "بريكس"، والتي تضم خمس دول هي البرازيل، وروسيا، والصين، والهند، وجنوب إفريقيا بيانا دعت فيه إلى زيادة تمثيل الأسواق الناشئة والبلدان النامية في المنظمات الدولية والمنتديات متعددة الأطراف التي تلعب فيها هذه الأسواق دورا مهما.
وأكدت المجموعة دعمها لأجندة الاتحاد الإفريقي 2063، ولجهود إفريقيا نحو التكامل، من خلال تفعيل منطقة التجارة الحرة بإفريقيا، كما شددت على أهمية تعزيز الشراكة بين الـ"بريكس" وإفريقيا لفتح المجال أمام فرص تبادل المنفعة لزيادة التجارة والاستثمار وتطوير البنية التحتية.
ووافقت الدول الأعضاء في المجموعة على منح عضوية المجموعة لست دول جديدة هي السعودية والإمارات ومصر وإيران وأثيوبيا والأرجنتين، ابتداء من فاتح يناير 2024، وذلك من أصل 23 طلب انضمام توصلت به المجموعة.