الصحفي سعيد حبيب : يكتب عن مرافقته الضابط ولد حديد إلى جمهورية أفريقيا الوسطى

سبت, 2023-01-14 14:33

في خريف 2018 رافقني الرائد حينها سيدي محمد حديد مع المصور المختار العالم، في مهمة صحفية ذات صبغة شبه عسكرية إلى جمهورية وسط افريقيا ؛حيث تقيم كتيبة للجيش الموريتاني في ثاني كبريات مدن هذه البلاد التى تشهد حربا أهلية؛ بينما تقيم في عاصمتها بانغي فرقة من الدرك الوطني لحفظ السلام هناك .. 
تلقينا حقنات ضد الحميات المنتشرة هناك؛ وكنا نتجرع كل أسبوع حبة دواء وقاية من بعض الأمراض .
أمضينا أكثر من شهر من العمل المتواصل؛ لرصد أداء الكتيبة الموريتانية هناك وأخذ انطباعات السكان والسلطات والمنظمات الدولية ضمن سلسلة تقارير وملفات ووثائقيات كانت تبث على شاشة الموريتانية طوال شهر نوفمبر وما يمثله من رمزية .
كان رئيس الجمهورية عند سفرنا في سبتمبر 2018 قائدا عاما لأركان الجيوش وعدنا في شهر اكتوبر عندما تسارعت الخطوات بتعيبنه وزيرا للدفاع في ذروة التحضيرات لتسميته مرشحا لأغلبية الموريتانيين للرئاسة وهو ماتم في مارس 2019
كانت مهمتنا مع الجيش في غاية الخطورة والتضحية إذ كنا نرصد دوريات في أدغال المنطقة ونواكب أخرى ليلا في غياهب أزقة وحارات مدينة بانباري .. حيث ينتشر السكارى والمحششون وحيث قطع أحدهم ثدي زوجته وقدمها يهذي للعابرين ...
عدنا من مهمة وقفنا فيها على حواف قبورنا ورجعنا بمواد ومقابلات اصبحت مرجعية لدور رائد للجيش الموريتاني يمثل نموذجا للتضحية من أجل السلام في القارة ..لقد كان في الحقيقة حملة سابقة لأوانها لقائد ومهندس هذا العمل الذي سيصبح فيما بعد رئيسا للجمهورية يشهد الجميع اليوم له بالقدرة والكفاءة ويقود بلده بهدوء إلى بر الامان.
اليوم يوشح الجيش زميلنا ورفيقنا في مهمة إلى بانباري ردا للجميل والاعتبار على ما يقوم به من عمل مهني ..فألف مبارك له على هذا التتويج المستحق
أما نحن فليتنا ننجو بجلدنا من سياط التجاهل والانكار بل من "نيات" واستدراج قد تكون أشد ظلما من حد السيف المهند.