لماذا نلوم بيرام وننسى جريمة ولد الهادي؟ / سيدي عالي ولد بلعمش

جمعة, 2022-09-30 10:51

 كرسي الرئاسة).. كان جريمة في حق الديمقراطية .. كان جريمة في حق الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية ..

ولم يكن ما فعله ولد الهادي جريمة فقط ، بل كان نذالة و حقارة بأعلى درجات الخيانة و اللا مسؤولية..

لو فتحت السلطات اليوم ملف بيرام من أولى صفحاته لكان في منتهى الوضوح و الإقناع و الإجرام غير القابل لأي تأويل آخر و لكان الموضوع قصة أخرى تتعانق فيها الخيانة و الرشوة في عراء كامل..

يجب على المحاكم الموريتانية أن تنفض عنها الغبار و تتفرس في وجه هذا الخراب المعشش في كل ما يعرقل نهوض الجمهورية ..

إن فتح ملف بيرام من نهايته هو أكبر خطإ و تجريمه من دون تجريم من صنعوه هو أكبر ظلم و اعتباره حقوقيا أو سياسيا هي أكبر إساءة إلى الحقوق و السياسة ..

يجب وضع الأمور في أماكنها و تسمية الأشياء بأسمائها : أكبر جريمة يمكن أن يرتكبها مواطن في حق وطنه هي ما فعله مدير أمن الدولة (آنذاك) الجنرال ولد الهادي و يجب حتما أن لا تمر جريمته من دون عقاب..

موريتانيا أكبر من ولد عبد العزيز و من ولد الهادي و من بيرام و ما يهدد وحدتها اليوم و كيانها و يعرقل مسيرتها المتعثرة هو مشروع هيمنة ولد عبد العزيز الذي أسسه باستشارة و مساعدة و تنفيذ ولد الهادي و الذي تم تصميمه على فكرة تدمير وحدتها و تمزيق لحمتها و نفث عطر منشم بين أهلها ..
فلماذا يعاقب بيرام وحده و لماذا يكون سماع صوته اليوم أكثر إيلامًا من رؤية جثة موريتانيا التي تركها غيره في غرفة الإنعاش بلا رعاية؟؟

لقد عمَّت الفوضى كل شيء في هذا البلد و لا شيء يمكن أن ينقذ موريتانيا اليوم غير صحوة القضاء و تَعَرُّض القضاء و سيادة القضاء و عدالة القضاء و أمانة القضاء و مهنية القضاء و استقلالية القضاء . و على من لا يستطيع أن يوفرها له ، أن لا يتعب نفسه في أي حل آخر ، لن يكون قطعا أكثر من مضيعة للوقت..