ولشر ما يتلى الحديث المفترى
لا يجرمنكم فساد الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز على ألا تذكروا بعض إيجابيات حكمه:
تحويل المبنى الكبير لرئيس الحكومة في مقاطعة لكصر إلى مستشفى للأمومة والطفولة يقدم خدمات نوعية للأطفال وأمهات هذا البلد المنكوب.
تعميم أجهزة غسيل الكلى في معظم مقاطعات الوطن وهي خدمة يعلم الله كم وفّرت من جهد مضن على العائلات وكم خففت من عذابات كان يكابدها المرضى
توفير أجهزة اسكاينر في الكثير من المستشفيات
في عهده استعادت الدبلوماسية الموريتانية بعض ألقها وأصبح لها حضور ودور في حل النزاعات والوساطات واعقدت في البلد قمتان مهمتان عربية وأفريقية.
امتلك الرجل شجاعة كبيرة في طرد إسرائيل وهدم سفارتها، وفي خطوة رمزية كبيرة الدلالة، أقام مجسما لمسجد قبة الصخرة في "ساحة القدس" الواقعة أمام المبنى الجديد للسفارة الأمريكية بنواكشوط.
التأمين الصحي والوثائق المؤمنة وتطوير الجيش وتسليحه تسليحا نوعيا وتوزيعه على المناطق الرخوة التي كان يلج منها الإرهاب.
وغير ذلك..
يعلم الله -ولشر ما يتلى الحديث المفترى- أننا صدعنا في أوج حكمه بالحق في وجهه وبينا فساده، لكن لن يمنعنا ذلك وقد أفل حكمه من أن نذكر بعض حسناته، وقد انفض المتملقون من حوله وفروا منه فرارهم من الأسد.
ولإن كان عزيز فاسدا فقد كان يأكل هو ودائرته الضيقة، أما اليوم فقد تفرق دم المال العام بين قبائل المفسدين لاذمة تنهى ولا زاجر
من جاءوا بعده لم نرهم حققوا شيئا يذكر، بل استشرى الفساد والنهب وصفقات التراضي وتدوير المفسدين..
وأخوف ما أخافه والمأمورية الأولى لخلفه تقف على ثنية الوداع أن يقول الناس حنينا لعهد عزيز:
اللهم جور بني مروان ولا عدل بني العباس !!
كامل الأسى
