على هامش مجلس عزاء......

سبت, 2022-04-23 15:36

قبيل صلاة مغرب اليوم  اتصل بي  بلال_  وهو الخل الوفي في كل حال لا يخالط معاشرته تملق و لا ملال- فرغب وندب لتقديم واجب العزاء لذوي قربى   فلبيت ما طلب على أن ينتظرني بعد الإفطار  فاستعحل ومل الانتظار وسار لمفرده وأدى واجبه  فلما  فرغت من تناول ما خف من تمر وماء وشاي وحساء وأديت بعد المغرب فرض العشاء  هاتفته  فرن وما أجاب ثم عاودته وبادرته  بالعتاب  فقال  عجلت عنك ولا لوم فيما فعلت ولا عاب.
إن كنت تريد زيارة القوم فشأرشدك الطريق  الموصلة لدارهم فاسلك الشارع المنطلق من مخبزة ( سبر)، واستقم معه  بالمتر و"الشبر "
فإذا أغلق فأنت بالعمارة ذات اللون الرمادي أمارة.  
فأخذت إرشاده واتبعت ما أفاده وسارت بي السيارة مع طريق سيارة  بها أمت وعوج وهي تتدرج كذات الهودج بين التلال والكثبان  .
فلما انسد الشارع وضاق بالبنيان  تراءى لي المنزل فركنت سيارتي بمعزل .
وقلت لكريمة المحتدين دونك باب الحريم  فادخلي في خفر بلا تأثيم.
  و دلفت في الحال لباب الرجال وكنت أعددت مقالا يناسب الحال  ومستوى  ما هم فيه من هم وانشغال.
فما إن وقفت بالباب وهممت أن  أنطق الحرف الأول من تحية السلام  حتي وضع مسؤول الاستقبال يده على رأسي لإجلاسي  وأشار بالابهام أن أكف عن الكلام  فاختلست نظرة للأمام.
 فإذا أنا في وضع الأعمى  والقوم نجوى   وصاحب الشأن تصدى لما  جاءه الإداري  يسعى  إليه لمآله  ومنصبه.
  وما يدريه أني قد أكون في مسعاي أصدق و أخشى ولدعوتي الإجابة أرجا..
تحملت خشونة المعاملة وانتظرت حتى خرج صاحب الظرف والطرف وتخيرت في المجلس من بعض الفرج.
  لأرفع عني الحرج فأقدم ما جئت من أجله   من تعزية لابن أخيه أو نجله.  
فألصقت به  منكبي  واستحضرت ما حفظت من كتبي  مما أثر
من قول أفضل نبي  صلى  عليه  ذى القوة والطول .
فتظاهر المعزى بعدم الانتباه وأعطاني بقفاه  وبجنبه وما تلاه  فخرجت من الباب  كاليتيم من مأدبة ما دعي لها كريم  و أنا أكرر في نفسي قول ابراهيم لقوم والد ابراهيم  .  لا وردت منهلا أنتم واردوه ولا ناديا أنتم رواده وقواده