تدوينة : "إيكاون" كلمة لا أصل لها في علم الأنساب أطلقها مجتمع البظان على نخبة أدبية و فنية تنحدر من مختلف الأعراق الموريتانية، و قد امتاز "إكاون" بحسن الخلق و الوفاء و الثقافة العالية و الحنكة السياسية النادرة و شاركوا المجتمع أفراحه و أتراحه و نقلوا تاريخه (من أحداث و قيم و عادات وتقاليد وثقافة و نمط عيش إلخ) من جيل إلى جيل في عهود لم يكن فيها التدوين موجودا أو غير مهتمِ على الأقل بجوانب من تاريخنا رغم أهميتها في فهم هذا المجتمع الذي كان يعتمد على "إيكاون" في ترسيخ القيم و نبذ الرذيلة من خلال "اتهيدين" و غيره من الأغراض التي تحث على التشبث بالدين و الحفاظ على المروءة و التحلي بالشجاعة و الكرم و الوفاء بالعهد و الصدق إلى غير ذلك من الصفات النبيلة الحاضرة في وجدان هذا المجتمع و التي ظل "إيكيو" رقيبا عليها وحاضنا وفيا لذاكرة من تحلى بها سواء كان من النخبة أم من الدّهماء. و قد شغل "إكاون" إضافة إلى دورهم الثقافي مناصب في مختلف "الكيانات" التي عرفتها البلاد (مستشارون للأمراء و لرؤساء القبائل، سفراء، مبعوثون خاصون…)، و قدموا الاستشارات السياسية و شاركوا في الحروب دفاعا عن الوطن… و نظارا للدور البارز الذي يتطلع به "إيكاون" في المجالات الثقافية و الفنية والسياسية و العسكرية، ظل المجتمع يحيطهم برعاية خاصة و ينبذ الخارج عليها حتى و لو كان في أعلى الهرم التراتبي.
نقلا عن صفحة الدكتور الوالد ولد سيد احمد على الفيس بوك / مدريد
