وصلا لما تصرم وربطا لما انقطع ولما لشمل ما تفرق وتقريبا لما تباعد وإحياء لما اندرس وبعثا لموروث أصيل وتراث تليد ومجد زاخر بالمكرمات حافل بمعاني الشرف والفضيلة والسؤدد والذود عن الحمى، وفق سنن الهدى ومنهج الشريعة الغراء والحنفية السمحاء، تنادت عشيرة أهل العباس (فخذ أولاد سيدي بوبكر،قبيلة كنتة) بمكوناتها الأربع أهل أحمد ددي، أهل سيد أعمر، أهل ديده، أهل أحمد ولد العباس، إلى اجتماع جامع في منزل الأخ سيداتي ولد العباس، في نواكشوط، كان عنوانه الأبرز وقضيته الرئيسة توحيد كلمة العشيرة واستعادة دورها المحوري الفاعل في محيطها الاجتماعي والجغرافي.
كما كان الاجتماع مناسبة لأطر ووجهاء العشيرة من مختلف مناطق الوطن للتأكيد على أن تشكل هذه السانحة بداية النهاية لغياب التواصل وأن تكون باكورة عمل جاد يوحد الكلمة ويقوي الصلة ويربط الجسور بين أولي الأرحام من أبناء هذه العشيرة المعروفة على مر تاريخها بما ينفع الناس ويمكث في الأرض.
وقد أسفر الاجتماع المذكور عن القرارات والتوصيات التالية:
- تكوين لجنة عليا من أطر ووجهاء العشيرة يعهد إليها بالاضطلاع بالهم العام للعشيرة، بما في ذلك تمثيلها في التظاهرات الاجتماعية بالمحيط الاجتماعي والجغرافي للعشيرة وفي ربط الصلات ونسج العلاقات التي تراها هذه اللجنة ضرورية لمصلحة العشيرة.
ومن مهام هذه اللجنة المرجعية كذلك مساعدة أي فرد أو أسرة من العشيرة ماديا استعدت ظروفه أو ظروفها تدخلا من هذا القبيل، عبر تحصيل المبلغ المادي المطلوب عن طريق مساهمات تضامنية (لوحات) يدفعها أفراد العشيرة القادرين في كل حالة تقرر اللجنة المذكورة أنها تستدعي تدخلا من هذا النوع.
- تكوين لجنة من مثقفي وباحثي العشيرة أسندت لها مهمة نفض الغبار عن تراث هذه العشيرة والتعريف بعلمائها وأدبائها وشعرائها المرموقين.
وللتذكير فان عشيرة أهل العباس بن محم بن أعمر بن نويكظ بن سيدي بوبكر الكنتية تضم أربعة فروع كبيرة (أركايز) هي أهل أحمد ددي، أهل سيد أعمر، أهل ديده، أهل أحمد ولد العباس، وهي بذلك تشكل ما يقارب نصف أولاد سيدي بوبكر، كما أن توزيعها الجغرافي في مدن وقرى تكانت، خاصة مقاطعة تجكجة يعكس الحجم الديمغرافي المشار إليه آنفا، دون أن نغفل وجود جاليات معتبرة، بل كبيرة في ولايات الحوض الشرقي ولعصابة وآدرار.
