انواذيبو عروس سرقت بسمتها : كنا صغارا يحكي لنا البحارة قصص البحر ومدينته الشبيه بجنية البحر التي نصفها جني ونصفها إنسي. كان القادم من انواذيبو "اكلاس" من حيث أناقة الهندام وحتى السلوك المدني المستمد من مدينة تجاور بلاد الأندلس ومغرب الحضارة وجزائر الثورة. انواذيبو كانت مدينة بحارة بمتياز يخرجون فجرا من منازلهم على وقع صحياتهم التي تعانق السماء وهم في بداية يوم صيد يتنزل سكينة ورزقا كريما. ثقافة المدينة الغدائية الصحية من حيث الوجبات التي يتسيدها السمك مشوي -أو برفقة الأرز -أو السلطة ما أعطى لبشرة سكان المدينة نضارة وحسنا لاتجهله الأعين. زاحم رجال الأعمال والحكام الفاسدون الحسناء انواذيبو فأمطرت "بموكا اللعينة وهوندونغ"أيام ولد عبد العزيز وجاءت شراكة رجال الأعمال الأتراك مع رجال أعمال من محيط غزواني العشائري لتنهك المدينة وبحارتها وقبل ذلك المنطقة الحرة المشروع الفاشل الذي أخنى على المدينة الساحرة إفلاسا وشحوبا. لم تضع انواذيبو في سنوات عزيز وغزواني كحلها ولم تتخضب بالحناء ولا أسدلت شعرها على محيط الشاطئ بل تدثرت بالسواد عسى يوما يعود ويمنح البحر لعروسه طوق نجاة من الناهبين واللصوص بعد أن اغتالو الحياة والمدينة التي كانت دوما جنية عصية على الكسر أو الهزيمة.
المدون الداه يعقوب
