كأس الخمر الذي حال بين روسيا والإسلام

خميس, 2022-02-24 20:26

 

في حدود عام 970 ميلادية، أي قبل أكثر من ألف سنة كان الروس يعيشون في إمارة تسمى إمارة كييف التي تمثل اليوم عاصمة أوكرانيا. في تلك الإمارة كان هناك حاكم تاريخي شهير اسمه "فلاديمير" ويمكن أن نفهم إذن سبب انتشار هذا الاسم بين الشعب الروسي والذي يحمله أيضا الرئيس بوتين. 
كان الأمير فلاديمير قبل أكثر من ألف سنة يحكم شعبا وثنيا يتعبد لآلهة متعددة، فأراد الأمير أن يختار لشعبه دينا سماويا من الأديان الثلاثة المحيطة بهم وأخذ يفاضل بين:

- الإسلام في دولة الخلافة الإسلامية في الجنوب والذي اعتنقه أعداؤه في نهر الفولجا. 
- المسيحية في الدولة البيزنطية في حوض البحر المتوسط في الجنوب.
- اليهودية التي تحكم دولة الخزر في الإقليم الممتد بين بحر قزوين والبحر الأسود.

تذهب المصادر التاريخية إلى ان الأمير فلاديمير جمع فقهاء من ممثلي الديانات الثلاثة واستمع إليهم. وقد راق له الإسلام وحين استفهم بشكل أكثر  جدية طلب من الفقيه المسلم أن يتجاوز موضوع تحريم الخمر.
رفض الفقيه وقال للأمير العظيم "لا إسلام مع الخمر". 

كان رد فلاديمير إن الروس شعب مقاتل، وما يجمع القائد مع جنوده هو شرب نخب القتال، ويجمعهم معا نخب النصر، ومشاركة الطعام ومائدة الرجال مع قائدهم.

قال الفقيه: لا خمر في الإسلام.

انصرف فلاديمير عن الإسلام واختار المسيحية.

السطور السابقة ليست من وحي خيال فانتازي، ولا فيلم سينمائي، بل هي مدونة في أهم مصدر للتاريخ الروسي والمسمى "سير الأيام الغابرة" وقد استشهد بها الجغرافي والمؤرخ الروسي العظيم "ليف غوميليوف" في كتابه عن "تاريخ روسيا من القبيلة إلى الأمة"

ترى: ماذا كان سيتغير لو اختارت روسيا الإسلام؟ وما مكانة الإسلام في روسيا اليوم؟ وما علاقة الإسلام والسياسة والجغرافيا في عالمنا المعاصر؟ 

بل لدى المؤرخين والجغرافيين سؤال آخر على جانب كبير من الأهمية: 
لماذا تخلى فلاديمير عن الأوثان لصالح دين سماوي؟ 
ما أهمية الدين السماوي في الصراع السياسي في أوربا وآسيا؟

في مقال مقبل أشارككم بعض السطور حول تلك الأسئلة .

 

 

منقول