سادتي إخوتي..

رأيي الشخصي أن الشيخ خليل لم يؤلف مختصره الفقهي لكم.. الشيخ خليل ألف مختصره لأتباع مذهب يناهزون نصف مليار من البشر.. أنتم لا تتجاوزون بضعة مئات آلاف من القبائل الصحراوية الرحل.. حلوا مشاكلكم ولا تلقوا باللوم على غيركم ولا تحكموا على العالم وإنتاجه المعرفي من خلال منظوركم الخاص..

هذه مائة مليون مصري وثلاثمائة مليون مغاربي وإفريقي عن يمينكم وعن شمالكم عرفوا كيف يتعاملون مع إرث العبودية في بلادهم دون التعرض للشيخ خليل.. ودون التفكير في محاصرة المعرفة البشرية، فمحاصرة المعرفة مصادرة لحرية يجب ألا يطالب بها من يسعى إلى الحرية..

بالنسبة لي هذه ليست الطريق الصحيحة لمعالجة الأمر، قضية العبودية في موريتانيا قضية اجتماعية سياسية اقتصادية وليست قضية علمية.. وأعدكم أنكم إذا حرمتم الشيخ خليل وكل كتب الفقه المالكي ومنعتم دخول هذه الكتب إلى بلادكم وحرمتم تدريسها وتداولها فلن تحل المشكلة التي ترومون حلها، لأن حلها طريق آخر بسيط:

اجلسوا مع بيرام وغيره من الحقوقيين الساعين إلى القضاء على العبودية ومخلفاتها وإنهاء الغبن والإقصاء والتهميش وتحاوروا معهم واخرجوا بخارطة طريق تضمن إقامة دولة عدل وديمقراطية حقيقية تنعم فيها جميع مكوناتها العرقية بالعدل والحرية والمساواة في كل شيء وتصحح فيها الاختلالات حتى ينال كل ذي حق حقه، أو قوموا من تلقاء أنفسكم بإقامة هذه الدولة… غير ذلك “صوع للزرگه وترك للزراگ”…