وصف عمر عبد الرحمن القيادي في الحركة الوطنية لتحرير أزواد عمليات تهريب السلاح من ليبيا إلى الحركات الإسلامية المسلحة في اقليم أزواد شمال مالي، بأنه بات متفاقما منذ عدة أشهر، قائلا إن السلاح و العتاد ينقلان جوا و برا من طرابلس نحو الجنوب الليبي، تحت مظلة العمل الإنساني و التطوعي.
وقال عبد الرحمن، وهو رئيس هيئة الطيران المدني في المجلس الانتقالي الازوادي، إن الصراع الذي تخوضهم الحركة الوطنية لتحرير أزواد ضد الجماعات الإسلامية المسلحة، متواصل، رغم تلقي الحركة لأي دعم يذكر.
وأشار القيادي الأزوادي في حوار خاص مع صحراء ميديا إلى أن الجيش المالي "أجبن من أن يواجه الجماعات الجهادية"، واصفا وجود الأخيرة في المنطقة بأنه "مصيبة وكارثة".
نص الحوار :
ما هو الوضع الميداني في ازواد وما حقيقة الاغتيالات، والمواجهات الأخيرة بينكم وبين حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا ؟
الوضع الميداني بالغ التعقيد، العالم يشتكي الإرهاب ويئن تحت وطأة هجماته و يريد محاربته على استحياء، و الحركة الوطنية لتحرير أزواد لم تُـعط الصلاحية الكاملة، و لا الدعم اللازم ماديا و معنويا و سياسيا لمواجهة هذا الإجرام العابر للقارات، والجيش المالي الموجود بالقرب من مواقع تلك الجماعات أجبن من مجرد أن تحدثه نفسه بالتفكير في قتالها.
لذلك نجدد الدعوة و المطالبة للقوى الدولية الفاعلة والأمم المتحدة و مجلس الأمن الدولي بالاعتراف بمطالبنا المشروعة، التي تضمن لنا عيشا كريما ومستقرا، و أن تعيد النظر في تعاملها و تعاطيها مع واقع المنطقة، وأنه لا استقرار ولا أمن إلا بعودة الحق لأصحابه و أنه لن يطهر المنطقة إلا دماء أبناءها.
وعن الاغتيالات فهي أمر متوقع ومرجح حصوله، فهذه الجماعات تقتات على التفجير و الاغتيالات، خصوصا حين يضيق عليها الخناق.
كيف تصف لنا وجود الجماعات الإسلامية في أزواد والصحراء الكبرى ؟
لا أصفه الا بالمصيبة والكارثة، معروف و مجرب و مسلم به أنهم ما حلوا بقرية و لا نزلوا بواد ذي زرع إلا ارتحلوا عنه و هو قاعا صفصفا. كيف لا وهم بلا رؤية و لا طموح لديهم، ولا مستقبل لهم يرجونه في هذه الحياة.
ما مدى التعاون بين الحركة الوطنية لتحرير ازواد والجيش الفرنسي وقوات الأمم حول الأمن ومكافحة الإرهاب ؟
الجيش الفرنسي يرفض التعاون مع الجيش الأزوادي، ويفضل نسبة الفضل في الكثير من العمليات إلى الفرق الخاصة به أو إلى الجيوش الافريقية المشاركة تحت مظلة القوات الأممية (المينسما)؛ مع يقينهم المطلق بأننا الأقدر و الأجدر على حفظ أمننا و حدودنا.
ما مدى ترابط الحركات الإسلامية في شمال افريقيا بعضها بعضا؟
ترابطهم هو للمصلحة المتبادلة فقط، لكن حين تتقاطع المصالح يقينا سنرى تكفيرهم لبعضهم وسفكهم لدمائهم، وواقع مُـدعي الجهاد في سوريا خير شاهد على ذلك.
ومن أين تجد الأسلحة والتمويل ؟
تعتبر مخازن السلاح الليبي و مستودعات الجيش المالي أهم روافد ذلك السلاح، أما عن التمويل و مصادره فحدث ولا حرج، فذلك كله من عائدات النفط العربي و الغاز.
هل كافة الجماعات الإسلامية تعاديكم وتشكل خطرا عليكم أم أنكم في صراع مع جناح واحد فقط؟
إننا نُـعنى بمن هو أزوادي فقط، وكل فرد أو جماعة تعارض أو تناقض مبادئ ثورتنا أو تعين من يسعى إلى تقويض حلمنا بإقامة وطننا على ترابنا و على أرض آبائنا و أجدادنا فإننا نعتبره مجرما، و ستظل تلك العداوة قائمة حتى تصحح تلك الجماعة أو ذلك الفرد من مواقفهم.
ما هي المعلومات المتوفرة لديكم عن تهريب السلاح من ليبيا. من أين يأتي وإلى أين يذهب ؟ وكيف يُـهرب ؟
حسب ما رشح إلينا من معلومات استخباراتية، و غيرها و نقلا عن شهود عيان، فإن شخصية "قاعدية" مهمة تسيطر على أحد مطارات طرابلس، وهي تعمل منذ عدة أشهر على نقل السلاح و العتاد جوا و برا، تحت مظلة العمل الإنساني و التطوعي نحو الجنوب الليبي، وغدامس تحديدا، وأن ذلك السلاح يهرب إلى العمق الجزائري. و نحن نحذر من أن ذلك الأمر سيؤدي إلى نتائج كارثية، لا نرتضيها لنا و لا للأخوة في الجزائر. لذا نتمنى ايجاد أسرع الحلول و أنجحها بأسرع الأوقات.