بينما كانت كل الاهتمامات منصبة على المجهول، بعد الإعلان عن بداية تفشي فيروس كورونا في الصين، ومنها إلى إيران وإيطاليا ودول عديدة في القارة الأوربية ثم في الأمريكيتين والقارات الخمس، وفي أوج انتشار الوباء حين وصل شرَرُه العاصمة نواكشوط، كانت وزارة التنمية الريفية تخطط للنجاح الباهر الذي يجسد تعليمات وتوجهات وتعهدات رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.
تدخل في أوانه .. جنب المزارعين ثالثة العجاف
في منتصف أبريل من العام الجاري أشرف الرئيس محمد ولد الغزواني على إطلاق "البرنامج الرعوي الخاص" لتوزيع كميات من العلف بأسعار مخفضة على المنمين في الولايات الداخلية.
وجاء إطلاق البرنامج بعد موسمي خريف ضعيفين، من منظور المنمين، وهم الفئة الأكثر تضررا، و"لقد مرت علينا ثلاث سنوات من الجفاف والشدة"، تؤكد إحدى الطاعنات في السن في حديث لإحدى وسائل الإعلام الموريتانية قبل سنة ونيف من الآن.
ولقد وجدت تلك السيدة قبل حلول ذكرى شكواها، من حكومة بلدها ما يسرها، فلقد وفر لها العلف بسعر مخفض، ولا يستغرب أن تكون معه معدات أخرى تساعد في توفير الماء وتطوير النشاط الزراعي المتواضع.
تعزيز للمكتسب.. وتجدد وتمدد للمشوار..
ولأن هذا الجهد يحتاج الاستمرارية وفي ظل انتشار جائحة كورونا وما خلفته من آثار اقتصادية واجتماعية، بادر قطاع التنمية الريفية بالتعاون مع شركائه بإطلاق مشروع استعجالي لدعم 1500 مزارع ومنم بتمويل من "الفاو" يبلغ 400 ألف دولار، وهو جهد حقه الذكر والشكر والتقدير.
وزير التنمية الريفية السيد الدي ولد الزين اختار أن يباشر بنفسه اتفاقية المشروع مع ممثلة منظمة الأمم المتحدة للأغذية و الزراعة "الفاو" في نواكشوط السيدة إيرينا بوتود الثلاثاء، لدعم المنمين و المزارعين.
و من المقرر أن يتوزع المستفيدون من صغار المنمين و المزارعين على عدة ولايات من خلال مكونات الأعلاف وزراعتها، وزراعة الخضروات والصحة الحيوانية والتكوين.
تنوع في العطاء..
حسب اللوحات الإشهارية للبرنامج الرعوي الذي أطلقه رئيس الجمهورية إبريل الماضي فإن الحكومة ستوفر الأعلاف لصالح المنمين في عموم أنحاء البلاد بسعر 12000 لخنشة القمح و3800 لخنشة "ركل" أوقية قديمة، وذلك بكميات مجزية وصلت في كيديماغا مثلا أكثر من اثني عشر ألف طن.
ويتكون البرنامج من توفير 88 ألف طن من الأعلاف بأسعار مخفضة وحفر وتجهيز 25 بئرا ارتوازية، إضافة إلى توفير علاجات وأدوية بيطرية مجانية لصالح 400 ألف من المنمين.
ثناء محلي على الأداء المركزي..
وكانت جهود وزارة التنمية الريفية في هذا الإطار محل ثناء من رؤساء السلطة الإقليمية، ومن المنتخبين المحليين.
ويقول إبراهيم ولد انداري رئيس اتحادية المنمين على مستوى ولاية اترارزة في حديث سابق لوسيلة إعلام رسمية إن الولاية وصلتها كميات معتبرة من الأعلاف، مؤكدا أنها "تمت مراعاة الشفافية في توزيعها".
وقال إن التوزيعات على مستوى مقاطعة روصو تمت انطلاقا من التأكد من المعلومات المطلوبة في أحقية المنمي في الاستفادة من العملية و بصورة شفافة و نزيهة.
مطالب بزيادة الكميات المعتبرة..
يضيف السيد إبراهيم ولد انداري أن منطقة شمامة بها أعداد هائلة من المواشي بعضها قادم من ولاية لبراكنة مما يتطلب زيادة الحصة الموجهة لها، وهو المطلب الذي ورد من بعض الولايات الداخلية الأخرى.
ولأن "ما لا يدرك جله لا يترك كله"، واصل قطاع التنمية الريفية أداءه المشرف والمحفز للمواطنين على الثقة في البرنامج المستنير لرئيس الجمهورية "تعهداتي" المنطلق من آفاق واقعية ورؤى عملية حتى أمس القريب، وسيستمر بكل التأكيد في الأفق القريب والمتوسط والبعيد.