قال الشريف حاتم العوني، عضو مجلس الشورى السابق في المملكة العربية السعودية، إن صحابة الرسول -عليه السلام- كانوا يستمعون للموسيقى في أعراسهم.
ونشر العوني على موقعه الإلكتروني “حديثا صحيحا” قال إنه يثبت سماع صحابة النبي محمد للموسيقى في أعراسهم، بحسب أقواله.
وأوضح: “ثبت أن الغناء الذي كان يُغنى به في الأعراس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم غناءٌ بالمزامير والطبول، وليس بالدفوف فقط، كما يذهب إليه محرمو آلات المعازف.. فقد ثبت أن بعض الصحابة رضي الله عنهم في أعراسهم كانوا يستعملون المزامير والكَبَر، والكبر –بفتح الكاف والباء –هو الطبل، وجمعه : كِبار ، على وزن : جمل وجمال . قال ابن الأثير : « الكبر بفتحتين: الطبل ذو الرأسين. وقيل: الطبل الذي له وجه واحد». وكلاهما (الطبل والمزمار) عند المحرمين المعاصرين من آلات المعازف المحرمة ؛ حيث إنهم يحرمون الطبول كلها ؛ إلا الدُّفَّ خاصة . وأما المزامير: فلا يكادون يخلفون في حرمتها”.
وتابع: “فقد قال ابن جرير الطبري: «حدثنا محمد بن سهل بن عسكر، قال: ثنا يحيى بن صالح، قال: ثنا سليمان بن بلال، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، قال: كان الجواري إذا نكحوا كانوا يمرون بالكبر والمزامير ويتركون النبي صلى الله عليه وسلم قائما على المنبر، وينفضون إليها، فأنزل الله {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها} [الجمعة: 11]» . تفسير الطبري –تحقيق : د/ عبد الله بن عبد المحسن التركي –(22/ 648) “
وأضاف: “وقال أبو عوانة في مستخرجه على صحيح مسلم: «حدثنا أبو أمية، حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي، أخبرنا سليمان بن بلال ، حدثني جعفر، عن أبيه، عن جابر، قال: “كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب قائما، ثم يجلس، ثم يقوم فيخطب قائما، يخطب خطبتين، فكان الجواري إذا أنكحوا يمرون يضربون بالكبر والمزامير فيشتد الناس ويدعون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائما، فعاتبهم الله فقال: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما. . .} الآية». مستخرج أبي عوانة –طبعة الجامعة الإسلامية –(7/ 223رقم 2753).. و قال الطحاوي في أحكام القرآن وفي مشكل الآثار: «حدثنا أبو أمية، وابن أبي داود، قالا: حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي، قال: حدثنا سليمان بن بلال، قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر رضي الله عنه، قال: ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب خطبتين، فكان الجواري إذا نُـكحوا يمرون يضربون بالكبر والمزامير ، فينسل الناس، ويَدَعون رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما، فعاتبهم الله عز وجل، فقال: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما}»”
وأردف: “قال الطبري في تفسيره: «وأما اللهو، فإنه اختلف من أي أجناس اللهو كان، فقال بعضهم: كان كبرا ومزامير»، وذكر هذا الحديث.. ثم قال: «وقال آخرون: كان طبلا»، وأورد أثرا لمجاهد في ذلك.. ثم قال الطبري: «والذي هو أولى بالصواب في ذلك الخبر الذي رويناه عن جابر، لأنه قد أدرك أمر القوم ومشاهدهم.. وهذا إسناد صحيح”.
ولفت العوني: “لا أدري بماذا سوف يجيب المعاصرون من أصحاب التشنيع والإنكار على المبيحين؟ أقول لكم ماذا سوف يقولون :1- سيحاولون تضعيف الحديث، بلا سلف ولا حجة.. 2- سيحاولون ادعاء النسخ، بلا حجة ولا برهان.. 3- سيحاولون تأويل المزامير بالصوت الحسن والكبر بالدف، وهو تأويل باطل، ما سبقهم إليه أحد، ويخالف ظاهر النص وفهم الطبري وغيره”.