يتوطن منذ ثلاثة أشهر قطيع كبير من الذئاب المفترسة الحيز الجغرافي الممتد جنوب وجنوب شرقي بلدية تكنت، حيث تسبب في قتل عشرات المعز والنعاج خلال الفترة الأخيرة، كما يقوم يوميا بمطاردات واسعة للمواشي، خاصة منها المجترات الصغيرة.
ويقول رعاة في اتصال بموقع تكنت إن الذئاب تكتسح الرقعة الواقعة بين العرش مرورا بنواتيل وانتيديت وصولا إلى انوار، حيث تقوم بمطاردات للماشية، تنتج سقوط ما معدله يوميا ثلاثة رؤس من النعاج أو المعز غالبا.
وأوضح الرعاة أن بعض المتضررين قام قبل أسبوع في المبروك بمطاردة أحد الذئاب المفترسة، قبل إيقاد النار عليه داخل جحر لجأ إليه، في منطقة احسي اسبوعه قرب لغويركه.
ويطالب الرعاة الجهات البيطرية بإيفاد بعثات لمحاربة ومنع تكاثر هذه الذئاب، التي تتسبب في أضرار كبيرة لسكان الريف، مشيرين إلى أن هذا الفصل من السنة، تشتد فيه مهاجمة الذئاب الجائعة، حيث تفضل لحوم الأغنام عن غيرها من اللحوم، مما يجعلها تهاجم أغنام البدو بشكل مضاعف.
وتوقفت الحكومة الموريتانية منذ سنوات عن إيفاد بعثات كانت ترسلها في مهمة رصد بؤر الذئاب ومحاربتها عبر دس السم لها في لحم الضحية.
ويختشي السكان من عودة الذائب المفترسة إلى المنطقة مجددا، بعد سنوات على تقلص أعدادها بشكل ملحوظ، حيث بدأت أصداء عوائها تتردد هذه الأيام في الغابات الواقعة شرق وجنوب منطقة العرش.
ويتخوف بعض السكان أن يتسبب تكاثر الذئاب ومعاناتها من الجوع إلى مهاجمتها للإنسان أو نبشها للمقابر كما حدث خلال سنوات ماضية.
ورجح السكان أن تكون هذه الذئاب قادمة من المناطق القريبة من نواكشوط، حيث تنتشر هناك بشكل كبير على مدى أشهر العام، وافدة من الولايات الساحلية.