بعد حديث مدير تازيازت عن أرقام غير مشجعة للأستثمار في البلد أرتباك بصفوف العاملين في فيها (تفاصيل)

خميس, 2015-07-16 02:24

حرية ميديا : يقوم رئيس تازيازت موريتانيا المحدودة ش.م المعين حديثا، مايك سيلفستر، بتقديم خريطة طريق مرتين في السنة حول مستقبل تازيازت من أجل إعطاء المعلومات المتعلقة بالاستغلال المعدني.تعتبر تازيازت موريتانيا المحدودة ش.م، وهي شركة فرعية تابعة ل كينروس غولد كوربورايشن، أحد أكبر شركاء التنمية لموريتانيا. فالشركة توفر ما يربو على 2500 وظيفة في الموقع للموريتانيين، بما في ذلك المهندسين والفنيين ذوي الخبرة العالية، وفرص تكوين للشباب الموريتانيين الطامحين إلى بناء مستقبل مهني والمساهمة في تنمية موارد البلد.

وقد دفعت الشركة، خلال الفترة من 2010 إلى 2014، أزيد من مليار دولار أمريكي للممونين الموريتانيين و170 مليون دولار في شكل رواتب ومستحقات للموظفين. وفضلا عن ذلك، بلغت مساهمتها في ميزانية الدولة أكثر من 110 ملايين دولار أمريكي. وبالتالي، فإننا نخلق القيمة كل يوم وبطرق عديدة للاقتصاد الوطني ونحن، إذ نقوم بذلك، فخورون بالمساهمة الفعالة في تنمية البلد.

ومن أجل مواصلة خلق القيمة المشتركة للبلد وشعبه على أساس ثابت، ينبغي أن تكون عملية تشغيل منجم تازيازت عملية مستدامة. وللأسف، ليس الأمر كذلك حاليا ولم يكن كذلك منذ بعض الوقت. ففي 2014، كانت تكاليف الإنتاج في تازيازت هي الأعلى من بين المناجم التابعة لكينروس. وعلى سبيل المثال، أنتج أحد مناجمنا في أمريكا الشمالية، Fort Knox، حوالي 380000 أونصة من الذهب بتكلفة إنتاج قدرها 712 دولارا أمريكيا للأونصة الواحدة في السنة الماضية. وأنتجت تازيازت 260000 أونصة بتكلفة إنتاج قدرها 1000 دولار للأونصة الواحدة. وبعبارة أخرى، كان إنتاج تازيازت أقل بالثلث في حين كانت تكلفتها أكثر ب 40%. وليست هذه إلا تكاليف الإنتاج – وهي لا تشمل جميع التكاليف المرتبطة بالتشغيل كالإدارة والتنقيب على سبيل المثال. وبالتالي فإن تكاليفنا النهائية تفوق سعر الذهب الحالي.

هناك أسباب عديدة وراء ارتفاع التكاليف إلى هذا الحد. حيث أننا في تازيازت نتعامل مع بنية ذهبية تزداد وعورة شيئا فشيئا نظرا لكون خامات الذهب السطحية السهلة الاستغلال قد تم استنزافها من طرف المالك السابق. ثم إن الجزء الأكبر من الخامات الحالية يحتوي على نسبة أقل من الذهب، وهو موجود على عمق أكبر، ما يجعل تكاليف الاستخراج باهظة على نحو أكبر بكثير.

إن تكاليف الإنتاج المرتفعة هذه، إلى جانب سعر منخفض للذهب الذي فقد ما يقارب 30% من قيمته منذ 2012، تولد مزيدا من الضغط المالي على تازيازت موريتانيا المحدودة ش.م وتهدد قدرتها على البقاء في المستقبل. وبفضل الارتفاع القياسي لأسعار الذهب في 2011 و2012، تمكنا من ضخ استثمارات معتبرة في المنجم وتغطية تكاليف التشغيل المرتفعة بشكل أسهل رغم عدم جني أرباح من تازيازت.

غير أننا، في الظرفية الحالية، لا يمكننا مواصلة أعمالنا في ظل الخسارة، وهو أمر حاسم بالنسبة لقدرة تازيازت موريتانيا المحدودة ش.م على البقاء على المدى البعيد. ولا يمكن تنفيذ خيار توسعة عمليات تشغيلنا في تازيازت مع سعر الذهب الحالي المنخفض الذي لا يمكن كينروس من جني ما يكفي من السيولة من مناجمها الأخرى لضخ استثمارات معتبرة في تازيازت. لهذا السبب، قررت كينروس في فبراير تأجيل بناء مصنع جديد طاقته 38000 طن في اليوم.

لقد عملت فرقنا بمثابرة خلال الأشهر الماضية من أجل تحديد الطريقة التي يمكن بها لتازيازت أن تكون منجما مدرا للأرباح. وتم بالفعل تطبيق خطوات وجيهة في مختلف أنحاء المنطقة لتخفيض الإنتاج والتكاليف المرتبطة به. وفي هذا السياق، نقوم حاليا بمراجعة عملية تشغيل المنجم برمتها. وقد تم بالفعل تقليص التجهيزات المستخدمة في الموقع مع إنتاج أكثر فعالية. وسيتم النظر قريبا في ترتيبات أخرى ترمي إلى زيادة مردودية المنجم.

إن هذه الوضعية ليست خاصة بتازيازت. فصناعات الذهب كلها والشركات المعدنية في شتى أنحاء العالم قامت بضبط مستمر لمستوى التشغيل والتنظيم لمواءمتهما مع تقلبات الأسعار. وهذه هي الطبيعة الحقيقية لأعمالنا التي جربتها في مناسبات عديدة أثناء مناصبي السابقة في أمريكا الشمالية وآسيا.

وتتوفر تازيازت على فرصة معتبرة، نظرا للظروف والبنية الجيدة، لتصبح منجما مستداما ومدرا للأرباح من الناحية الاقتصادية. ويتطلب ذلك عملا دأوبا ودعما من لدن كافة الأطراف. لكننا، كما يظهر في سجلاتنا المهنية، ملتزمون بنجاح تازيازت.

مايك سيلفستر

رئيس تازيازت موريتانيا المحدودة ش.م