مشكلة الإسلاميين مع كثير من منتقديهم هي استعمال هؤلاء للحجة ونقيض الحجة، مما يفقد انتقادهم تماسكه وانسجامه، فالإسلاميون عند هؤلاء متعصبون جامدون، وفي مرة أخرى منفلتون يميعون الاسلام بالفتاوى العصرية، والإسلاميون عند هؤلاء أعداء للعصر منغلقون عن حضارته وجديده، وفي مرة أخرى هم للغرب عملاء ولديمقراطيته مروجون، والإسلاميون عند هؤلاء أسيرون لدى تقاليد المجتمع أبناء قبائله، وفي مرة أخرى متمردون على ما ألفه الناس ورافضون لنظام القبيلة، والإسلاميون عند هؤلاء مناصرون لحرق الكتب الفقهية، خارجون على المذهبية، وفي مرة أخرى طالبوا بعقاب من حرق، وأعلنوا تشبثهم بالثلاثية المالكية الأشعرية الجنيدية، والإسلاميون عند هؤلاء مبررون للاسترقاق مدافعون عن ممارسته، وفي مرة أخرى ناكرون له في الإسلام، رافضون لشرعيته في ماضي البلد وحاضره ......وهكذا 
للإسلاميين ما ينتقد، ونصيبهم من الأخطاء مؤكد وملاحظ، وبعض منتقديهم سلك سبيل الموضوعية والعدل، ولكن فئة واسعة من منتقديهم ضحية لهذا التناقض، والأدهى أنها لا تشعر به، المهم أن ينتقد الإسلاميون لمحافظتهم أولعصريتهم! لجمودهم أولتجديديتهم! لانغلاقهم أولانفتاحهم!!!

 

 

محمد جميل منصور