ولله الحمد غبت هذه السنة عن جميع الإفطارات الحزبية التي نظمت خارج السياق..
خارج السياق: لأنها رغم الميزانية الضخمة التي تمت فوترتها باسمها لم يستفد منها مواطن فقير واحد؛ بل جمع بينها التنافس على إظهار مستوى من البذخ مستفز للمواطنين الذين يعانون من أجل الحصول على تمرة وقطعة خبز وقطرة ماء للإفطار.
وخارج السياق أيضا لأنها تنافي توجهات صاحب الفخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني وتصريحاته في أكثر من خرجة وموقف، فبعد أقل من أسبوع على حديث فخامته عن أوضاع مزرية يعيشها المواطنون فقرا وتسولا؛ برمج النافذون الحزبيون حفلات إفطار تفند صورها الواردة الواقع الذي تحدث عنه رئيس الجمهورية بمرارة؛ وعمل خلال ما مضى من عهدته على تغييره؛ غير أن جناحه السياسي أراد إظهار صورة مغايرة عن وطن نهبوا ماضيه ويعملون ويخططون لإفساد حاضره وتضييع مستقبله.
أذكر أنه في أوضاع حزبية صعبة مادية خلال السنوات الماضية كانت الإفطارات الحزبية تنظم في مضارب الفقر بأحياء الهامش والانتظار ليتحلق المواطنون على مائدة الإفطار جنبا إلى جنب مع القيادات الحزبية، فخلف من بعد تلك القيادة خلف غابت عنه الرؤية السياسية والإعلامية وحتى الإنسانية؛ فنزل كالآفة على حزبنا ليتن إخراجه من المنافسة الإعلامية.
فكيف السبيل إلى إنقاذ الحزب قبل أن تحل به الهزيمة السياسية في النزال المنتظر بعدما وصل الصراع والشقاق داخله إلى مراحل يصعب علاجها.
ولعل الفرق البين بين الصور أبلغ من أي حديث..
إفطارا شهيا
أحمد محمد الدوه
