اقترح على المجموعة الحضرية ،ان تصدر تسمية جديدة لتصنيف مقاطعات العاصمة انواكشوط وفق الخصائص ،والمميزات لكل واحدة منها على حدة ،كما هو معمول به في العالم ، كالمنطقة الصناعية ،والمنطقة التجارية ، والمنطقة االادارية ،والشاطئية ...واستحداث منطقة جديدة يطلق عليها المنطقة الزراعية الرعوية تشترك فيها المقاطعات والاحياء التي تتقاسم هذه الخصوصية ونمط عيش السكان ،ويكون تعامل الدولة معها تبعا لاولوياتها في التنمية ،كتوزيع اعلاف الحيوانات والسياج ،والسماد ،والبذور المحسنة ،وحظائر التلقيح ،ولاداعي لشق الطرق الواقية من الحرائق فتلك العملية ليست بمستوى الحاح الاعلاف وتوفيرها بالكم الكافي لقطعان الماشية القابلة للتصدير... !!!
اعرف شخصيا بعض احياء العاصمة التي يفوق عدد ماشيتها الساكنة المحلية ، وفي طرقاتها لن تُخطئ عينك ذلك التوزيع الايقاعي بين الانسان والحيوان ، فمقابل كل رجلين اوثلاثة ، ثلاث شياه او اربع ،في نفس الجادة ،ونفس الاتجاه ،واكثر من ذلك وداخل بعض البيوت تجد الجميع معا... ،الكل يأكل ممايليه....
درجة عالية من التماهي مع اجواء الغابة ،والحياة البدائية .... وبما ان الحيوان هنا هو مُرتكز الاعتماد ومصدر الدخل الاساس للفئات العريضة من السكان ،تجده مدللا ،ومبجلا ولا تُسدُّ في وجهه الابواب ،يسير بخيلاء زائدة ولايرتدع ابدا عند الاوامر والنواهي....!!!
مُخيرٌُ اكثر من مسير ، ولا ادل على ذلك من ثقة عجوز الماعز في نفسها وهي قادمة لبيتك الذي لاتربطها به صلة ، و بوقار لحيتها المتدلية" والتي طبعا تستحق التوقير" تدلف الى الداخل متنمنطقة بآخر موضة من "ماسكات النهدين" لتعيث في بيتك خرابا ،وتدميرا وسكبا لكل ما ينتصب في وجهها !!!
وكلما الحيت عليها في الطرد والضرب ترفع اليك نظرها بتجهم الواثق من نفسة ،وكاني بها تقول : اي تربية هذه !!! عالم لايوقر اللُحى ولا يقيم للمعروف وزنا...!!!
اما في الجانب الخارجي من المشهد ،اعني خارج البيوت فحذار ان تُخرج سيارتك من المرآب ، فهنا طورت غريزة الحيوان هواية التسلق على الصخور ،وقمم الروابي الخضر ،والتي للاسف لاتوجد في العاصمة "اصلا" ، طورتها الى هواية اكثر انسجاما مع روح المدينة العصرية ،وهكذا اضحت السيارة وماشابهها من الهياكل ،مجرد جبال جليدية يحلو فوقها التزلج ،وجميع هوايات التسلية والمتعة..!!!
وكم هو موجع ،وصادم ان ترى هيكل سيارتك المتواضع اصلا ، بفعل الصدإ ،"وعوامل المناخ" ،تتراكض فوقه القرناء والشهباء من الماعز المدلل ،والمُحجلة القوائم في هستيريا عالية لتترك لك عليه ندباتٍ بالغة تحمل معها الجيل الخامس والاصلي من الطلاء لتُرِيّك "عظم" سيارتك ينزف ،وسقف هيكلك يتقوس !!!
والادهى والامر انه ، لا التامين يعترف لك بحق ،ولا اهل الشهباء يستمعون لحجتك !!!
....من منكم من لم يعش هذا الواقع ،بغرابته هذه؟! او على الاقل جانبا منه ؟! ومن منكم من لم يتساءل يوما هل نحن فعلا في عاصمة بلد في الالفية الثالثة....ام في محمية من المحميات الطبيعية !!!!
هههه. ....تشكراتي.....
من صفحة الصحفي احمدو ولد أندهعر