كلمة حق وإنصاف في حق السيد عبد الله ولد احمد دامو

أربعاء, 2019-08-07 14:01

لم التق بالسيد عبد الله ولد أحمد دامو إلا حينما عين  مديرا عاما للتلفزة الموريتانية.
كنت أسمع عنه عند الزملاء في الإذاعة الوطنية. 
لقد عين الرجل مديرا عاما للإذاعة الوطنية . 
لأنها كانت في حاجة إلى مصلح وخبير في مجال المالية والمحاسبة. 
فرح الزملاء في الإذاعة بإصلاحات ولد أحمد دامو. كان ينصف أصحاب الكفاءات . و يقضى ديون الإذاعة ويتقشف في تسييرها بما لا يفسد  عملها و إنما يصلح حالها. 
ولهذا ما لبثت الإذاعة الوطنية أن وقفت على رجليها من جديد. و سددت ديونها وتحصل عندها فائض مالي. 
في تلك الأثناء كانت التلفزة الموريتانية  تستسلم في صمت  للموت. موت سريري أفسد  كل شيء .
لا برامج وما كان من الأخبار  فيكتفى منه بالقليل 
الكاميرات قليلة ومعظمها عاطل عن العمل. مثل العمال أنفسهم.  
المتوفر من الاستديوهات  واحد للبرامج وٱخر للأخبار . كنت إذ ذاك قد كدت أقطع صلتي بالتلفزة.  بعد أن تم إبعادي عن قصد .وترصد. 
أذكر في هذا السياق . أنني في الوقت الذي كان ينبغي أن أكون فيه ضمن من تولوا تغطية القمة العربية والإفريقية. كنت مكلفا بجمع أغاني المرحومة ديمي بنت ٱب من الأرشيف. فيما كان زملائي ينعشون حلقات مباشرة عن القمتين
والأدهى من ذلك أن برنامجي " أفكار جامعة الذي كنت أسجله " بين الديه والدخان".  في حديقة التلفزة تحت أصوات الشارع والسيارات والمارة و قرص البعوض القاتل. رغم كل ذلك  كان يرمى بحلقاته بعيدا بعد أن أتعب في توفير ضيوفها ومنتجتها.
لذلك  تركت التلفزة لأهلها الذين أطاحوا بها في الوهن.
في هذه الأثناء عين السيد عبد الله احمد دامو مديرا عاما للتلفزة. استدعى الجميع وكنت ضمنهم. كان يسمع اكثر مما يتكلم . وكان يقول جملة واحدة. " الجمهور غير راض عن أدائكم  فتعالوا  نضع خطة لتحسين أداء التلفزة في البرامج والأخبار. وفي الجانب الفني 
كان يواصل الليل بالنهار. كنت أشفق عليه في قرارة نفسي وأنا أراه  يناطح " طواحين الهواء" كما في قصة العملاق " دون كيشوت".  ولكنه لم يكن يبالي لا بصحته ولا بشيء . كانت غايته أن تنطلق التلفزة الموريتانية من جديد وبصورة افضل وأرقى.
اشترى ما يزيد على عشرات الكاميرات الحديثة. واصلح ما كان  خربا منها قبله. ثم طفق يرتب الاستديوهات بطريقة حديثة . و إن المشاهد على ذلك من الشاهدين.  اشترى ديكورات حديثة.  واشترى السيارات واصلح الهرم منها. وأنصف الكفاءات. وأخذ للمظلومين حقوقهم. 
فهل يتوقع أحد أن يتركه الفاسدون  يمضي إلى. غايته في صمت .؟
سيصرخون . ولكن سيصل الرجل في النهاية إلى طموحه الكبير . تماما  كما. يفعل كبار الناجحين في محنهم.
مشكلتك في موريتانيا  هي أن تأخذ الإتجاه الصحيح فيما تزدخم الناس في الإتجاه الخاطئ .

احمد محمود ولد العتيق