قناة الموريتانية : هل ينجح ولد احمد دامو في كسر شوكة الفساد ؟

جمعة, 2019-05-31 18:55

حرية ميديا : تعيش قناة الموريتانية منذ فترة صراعا قويا بين قوى متنافرة يقول طرف الإدارة فيها انه يسعى الى اصلاح ما افسدته سنون التسيير السيء، بينما تقف مجموعات "خفية الاسم" بالمرصاد لهذه الجهود

ورغم ان الجو العام داخل القناة لا يشي بخروج الصراع الى السطح حتى الان بسبب ما تتظاهر به اطراف مشتبه فيها من هدوء الا ان تكرار بعض الأخطاء على الشاشة يثير كثيرا من علامات الاستفهام ويحرك حاسة البحث عن أسباب خفية فيما يشبه التوجس من وجود مؤامرة للنيل من حركة الإصلاح التي تشهدها الموريتانية

 

 فهل المشاكل في الصوت مثلا نتيجة خلل فني ولماذا لا يتم التغلب عليه وكيف ظهرت هذه الأخطاء متتالية في هذه الفترة بالذات ولم تظهر في فترات سابقة بهذه الحدية هل هنالك من يدبر امرا ثم من المستفيد من هذه الوضعية

يطرح كثير من المراقبين مثل هذه الأسئلة ثم يحاولون  الإجابة عليها دون فصلها عن السياق الذي تتجه اليه القناة منذ فترة حيث تحولت الى ورشة عمل متواصلة

 .. صحيح ان قناة الموريتانية تعاني منذ تأسيسها من مشاكل فنية تفاقمت خلال السنوات الماضية نتيجة عدم الصيانة وغياب الكفاءات الفنية وعدم وجود التكوين وترهل الكوادر والمعدات  لكن الامر لم يصل الى ماوصل اليه اليوم

..  يبدو ان مجموعات داخل القناة "استحسنت " هذا الوضع منذ سنوات وصارت تتحالف فيما بين عناصرها على رغم تضارب مصالحها من اجل لجم أي صوت جاد للإصلاح وهي مستعدة لممارسة  ضغط مزدوج لتحقيق ذلك ، يعتمد  الضغط على وساطات  يقوم بها نافذون من جهة ثم عمليات تخريب صامتة ملتبسة بحالات اهمال ورعونة الهدف منها "قتل الضحية والسير في جنازته"

لقد عانت قناة الموريتانية طوال السنوات الخمس الماضية من تبعات تسيير اعرج تم خلاله  استنزاف موارد عديدة ذهبت لجيوب افراد يعدون على أصابع اليد وسط  تجاهل من جهات  معينة رغم فداحة الخسائر التي سببتها تلك السياسة  ثم تطور الوضع الى ان دخلت القناة في حالة استقطاب سياسي ومالت الى طرف على حساب اخر الامر الذي عمق من جراح هذه المؤسسة العمومية واوصلها الى حافة الإفلاس نهاية العام الماضي حيث تغيرت ادارتها

كانت مفتشية الشغل في تحقيقاتها طالبت الإدارة السابقة بسداد  مبالغ واوشكت ان تزج ببعض الأسماء في السجن  قبل ان يجمد الملف

منذ وصول المدير العام الحالي عبد الله ولد احمد دامو لإدارة القناة تحركت عربات الإصلاح  على أرضية فيها الكثير من الوحل ...   انتفخ ريش البعض ..استطاع الرجل حتى الان ان يقلم بعض الاظافر دون ان ينتف الريش وهو في عمله المستمر في كل مرة يتجاوز حفرة من حفر الأخ لأخيه

المشكلة في التلفزيون بنيوية وهي حمالة أوجه فبعض الأطراف  التي لا ترى في في إجراءات المدير العام مصلحة لها تستند على اطراف أخرى في منكب اخر وتستقوي بها من خلال ممارسة ضغوط ووساطات للحصول على امتيازات كانت تتحصل عليها في وقت سابق ، والبعض الاخر من المحنطين لا يكلف نفسه أي جهد لا يرى فيه مقابلا ماديا مجزيا ولو كلفه ذلك اهمال مسؤوليته وتركها فريسة للضياع

المدير العام للقناة استهل عمله بورشات بناء وترميم متواصلة شملت المكاتب والمباني والاستديوهات والديكور بل اكثر من ذلك بدا يقترب من الطبقات الهشة والمهمشين وأصحاب الكفاءة الذين غيبوا لفترة طويلة

  المواد التي تبث على شاشة الموريتانية  تنوعت  واخذت تعيد للقناة بعض وهجها المفقود

مصالح التسويق استعادت عافيتها بعد الاستنزاف الذي لم يقتصر على موارد الإعلانات بل شمل كذلك أوجه فساد لم تكن لتخطر على بال احد ويتورط فيها مسؤولون طالما "انتحلوا القداسة "

كثير من العمال لم يكونوا يتقاضون رواتب تمت تسوية وضعيتهم

شرعت الإدارة العامة في تسديد ديون قناة الموريتانية

بدأت القناة تتكيف مع الوضع الجديد واخذت تستعيد عافيتها بالتزامن مع بيع جزء من ارضها للاستثمار في مكاتب ووسائل حديثة

جو عام من الارتياح يسود وسط حالة من التذمر في  قلة قليلة كانت تستأثر بكل شيء

 

... هذه الحركية اغاظت الكثير من الاطراف  فبدات  تتحرك لقتل حلم الإصلاح في المهد

اذا كانت الدولة جادة في اصلاح هذه المؤسسة الهامة في ظل حساسية المرحلة واهمية التلفزيون الرسمي فان عليها ان تقف دون مواربة مع المدير العام عبد الله ولد احمد دامو وان تمد له يد العون من اجل ان ينقذ القناة مما يدبر لها من مصائب .. على الراي العام ان يساعد في تخليص التلفزيون من لعنة الفساد التي تلاحقه منذ عقود