"يأيتها النفس المطمئنة إرجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي"
صدق الله العظيم
توفي فجر امس الخميس الوزير الكفء والإداري المتميز والسيد الفاضل عبد الله ولد احمد ولد الشيخ ولد احمد محمود بعد مرض الم به منذ سنوات ودفن في مقبرة بلدة " لمسكم " شمال شرق بوتلميت حيث اسلافه الفضلاء.
فكان عبد الله ول شيخ تلميذا محظريا عرف بين اقرانه بالنجابة وسرعة الحفظ قبل ان يلتحق بالمدارس النظامية في البلاد ويضيف تكوينه الجامعي في فرنسا ليتخرج بكفاءات خولته تقلد مناصب عالية في بلده خلال سنوات الإستقلال الأولى فشغل مناصب مهمة كوالي في عدد من ولايات الوطن ومديرا لعدد من المؤسسات، و وزيرا لعدة قطاعات ، ومستشارا برئاسة الجمهورية فأستاذ محاضر بالمدرسة الوطنية للادارة.
ويشهد له كل معاصره سواء كانوا زملاء او عمال يعملون تحت أمرته بالكفاءة ونظافة اليد والتنزه عن المال العام، فبالنسبة له المسؤول لا يكون كذلك الا اذا عمل على تنفيذ مهامه الوظيفية على احسن وجه وفي الوقت المحدد بلا افراط ولا تفريط مع السعي الدأوب في مصالح الناس على العموم خاصة من لهم به روابط مباشرة عملية او خدمية ، كل ذلك لضمان القيام بالواجب مقابل تأدية الحق.
بوفاة هذا الرجل النادر تكون موريتانيا قد فقدت قامة سامقة في علم القانون والتاريخ والفقه الإسلامي والقيم النبيلة والأخلاق الحميدة والثقافة الموريتانية الأصيلة، فالرجل يندر مثله في رجاحة العقل وسعة الفكر وغزارة المعلموات، حيث يشعر جلسائه بصدق محدثهم ونزاهته العلمية والفكرية.
اذا زرت عبد الله ول الشيخ في منزله لأي سبب لا تخطئ عيناك وانت قادم شخصا او عدة اشخاص قادمين الى المنزل او خارجين منه لغايات وحاجات مختلفة ومن كل مناطق موريتانيا فمنهم المسؤولين الكبار كالوزراء والأمناء العامين والمديرين والأساتذة الباحثين والطلاب وغيرهم ليتلقوا من الرجل الموسوعة مختلف المعلومات في كل المجالات، اذا تحدث ترى جلسائه كلهم آذان صاغية وكأن على رؤوسهم الطير لما يتميز به حديثه من حلاوة وطلاوة، فحديثه يصل القلب قبل الأذن كما يقال، فتشعر بصدق حديثه من حيث لا تشعر ودقة معلوماته الغزيرة التي تبرهن على انه حباه الله بذاكرة قوية تختزن كما هائلا من المعلومات في أي موضوع او مجال يحدثك عنه خاصة تاريخ موريتانيا التي يحبها اكثر من أي شئ آخر.
اللهم ارحم عبد الله ول الشيخ و وسع مدخله وبرد مضجعه ونور قبره واسكنه فسيح جناته واجعله ممن وصفهم العلي القدير " وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية في جنة عالية"./عبد الله الكوري ولد همّد