تشهد الساحة الطبية نقاشات حول قضية استجلاب أطباء كوبيين لمستشفى انواذيبوا الجديد. الآراء فى هذا النقاش متباينة بين مثمن ومشكك. وبغض النظر عن كثير من الاعتبارات فإننى أحب من هنا ومسبقا أن أتقدم با لشكر الجزيل للأطباء الكوبيين وللقائمين على هذه المنشأة لأسباب عديدة :
- سيعلمنا الأطباء الكوبيون أنه من أجل التشخيص الدقيق، كما ينبغى، لا بد من أجهزة جيدة ودقيقة تتم صيانتها بطريقة دورية ومنتظمة (هذه الأجهزة التى تكلموا عنها فى المركز الجديد لماذا لم يستجلبوها قبل الآن فى المستشفيات الاخرى ،أم أن الأطباء الموريتانيين والمستشفيات الأخرى لا تستحقها)؛
-سيعلمنا الأطباء الكوبيون أن كثيرا من الأدوية ينبغى استجلابها من الخارج، فمثلها هنا لا يصلح للعادة ولا للعبادة؛
- ستتعلم وزارة الصحة انه من أجل خدمة صحية فعالة لا بد من ثمن باهظ (الأجهزة والنظافة والتكوين والاستحقاقات. .) وأن هذا الثمن إن لم يستطع المواطن (ولن يستطيع) دفعه فلا بد من أن تتحمله جهة ثالثة (الضمان الصحى) ولا تستطييع مستشفيات هزيلة ، متروكة لحالها التكفل به دون دعم (subvention )
- سيعلم الأطباء الكوبيون للمواطنين أن الطبيب لا يمكن أن يعاين جميع المرضى فى نفس اليوم و أن هناك نظام مواعيد بالنسبة للحالات غير المستعجلة ، وأن من رد منهم من أجل موعد لاحق فهذا لا يعتبر سوء خلق ؛
- سيعلمنا الأطباء الكوبيون الحد من الكثير من المسلكيات كا لزيارة خارج أوقاتها وكب الشاي والبصاق فى غرف المرضى؛
- سيعلمنا الأطباء الكوبيون أن كثيرا من أطباءنا لا يزيد عليه الأطباء الكوبيون كفاءة؟ واليد مفتوحة له فى دول خير من كوبا ،ولا فخر، بقدر ما تعيقه العوامل السابقة؛
- سيعلمنا الأطباء الكوبيون أن الطبيب يجب أن توفر له ظروف عيش مناسبة فا الطبيب الكوبى الواحد سيكلفهم 4000 أورو شهريا بينما الموريتانى يتقاضا 400 أو 500 أورو.
- سيعلمنا الأطباء الكوبيون بعض أبجديات الطب والعقيدة ، ومنها أن الطبيب مهما كانت خبرته لا يضمن نجاح التشخيص ولا الشفاء بنسبة 100 وأنه مطالب بالوسائل المتاحة لا النتيجة وان من المرضى من سيشفى ومنهم من تتعقد حالته دون أن يكون ذالك راجع لعدم خبرة الطبيب؛
- سيعلمنا الطبيب الكوبى أن ممارسة الطب فى هذا الوطن، فى بعض الأحيان لا يصبر عليها إلا من له أهل ووطن لا يحب مغادرته ، وأن كثيرا من الأطباء محبط لدرجة أنه يفكر كل شهر فى مغادرة هذا المنكب؛
-سيعلم الأطباء الكوبيون كثيرا من مدراء المستشفيات أن الإدارة موجودة لتسهيل دور عمال الصحة لا لعرقلتهم وتثبيطهم؛
-سيعلمنا الكوبيون أن الصحة لا تصلح بالقرارات الارتجالية والترقيعية و أنها تصلح من الداخل قبل الخارج؛
أختم بتساؤل لم أجد بعد له جوابا :
- هل هو مستشفى عمومى بأسعار عمومية مفتوحة للجميع أم أنها عيادة "خاصة " كبيرة؟
من صفحة الدكتور كمال أحمد على الفيسبوك