منذ،تشكيل أول حكومة في مستهل المأورية الثانية؛طفق بعض المتابعين في قراءة الطالع ضمن محاولة لتلمس خيوط الغد السياسي لتوليفة السلطة القائمة واستشراف تجليات ما بعد هذه المأمورية؛فبدأو إعمال العقل والمصلحة جريا وراء،معادلة حسابية دون أن يظهر في هذه المعادلة أحد أساتذة الرياضيات ممن يشكلون برزخا بين الأجيال وأحد جذور المجتمع والسياسية ونقطة المركز في الرهانات التى طالما بنيت عليها قراءات الأنظمة في لعبة التوازنات ..
فأين أسم الدكتور اسلكو ولد احمد إزيد بيه وهل أحيل إلى التقاعد قبل الأوان؛فتم استدراجه لتولى رئاسة مجلس جائزة شنقيط الذي يشكل رغم فخامة العنوان وجدارة المعني به إهدارا لطاقة وقدرات جمعت بين الخبرة والحنكة في مجالات عدة وخلطت المهارة الدبلوماسية لرجل يتقن لغات التخاطب والتفاوض كما يتقن حل معادلة من الدرجة الثانية ورجل خدم مع المحمدين محمد ولد عبد العزيز ومحمد ولد الغزواني ولم تعلق به شائبة من درن المال العام وظل محتفظا طوال فترة إقامته ب"المرآب" قبل تعيينه منذ سنة تقريبا على مجلس جائزة شنقيط بوقاره ووطنيته ..كيف يغيب الرجل القادم من الشرق الممتد بيولوجيا نحو الغرب والجنوب والشمال عن صورة العائلة المحيطة بالرئيس وهو الذي سبق له أن مر بالمناصب السيادية التى يفترض أن من مر بها قمين بأن يتولى أرفع منها في أعلى هرم السلطة فقد كان مدير ديوان للرئيس وتولى حقيبة الخارجية وحقائب آخرى في الحكومة منها التعليم العالي وغيره
أين صورة اسلكو ولد احمد إزيد بيه بين المقربين من دائرة صنع القرار ..؟
يذهب بعض المحللين إلى تفسير إحاطة الرئيس حاليا بكل من ولد محمد الأغظف وولد مرزوك وولد احويرثي وولد أجاي وبعض الأسماء من الصف الثاني بأنه انعكاس لضوء يتسلل لكل واحد من هؤلاء رغبه في تحضيره ليكون بديلا في حالة ما إذا وقع اختلال في المعادلة العددية وفق الخطة "ا " للانتقال الحر للسلطة بين القادة فيكون واحد من المدنيين المحيطين بالرئيس جاهزا للتسويق والتبرير دون أن تتكسر قدحان اي احد وللمرور بسلاسة نحو تبادل سلمي
إن اللوحة القائمة فصلت وفق قراءة واعية فقد انتدب الوزير الأول الأسبق والسياسي المخضرم والرجل الذي يتمتع بتوازن في الطرح والذي يمتلك مهارات عدة وسبق أن شغل مناصب دولية ولد محمد لغظف منذ فترة ليكون قريبا من القصر يتم الاعتماد عليه شكلا ومضمونا إقناع للعمق في الحوضين وللمعارضة المعتدلة وللغرب الذي يعتبره أحد المثقفين الفرانكفونيين القريب منهم
لكن ولد محمد لغظف وبحكم السن لن يكون قادرا حسب المراقبين على لعب الدور؛ الأمر الذي يفترض أن يحمل واضعي هذه السياسة على إدراكه والبحث عن شخصية تجتمع فيها المعايير السابقة وتزيد عليها بمهارات آخرى يتمتع بها اسلكو ولد احمد ازيد بيه فالوزير السابق يشترك مع ولد محمد الاغظف في أنه يمثل العمق في الشرق مع زيادته على ذلك بعلاقاته الأخرى في باقي المناطق وخبرته الدبلوماسية وقيمته العلمية الأكاديمية وتأصله في مدرسة المعارضة أيام صدقها وقوتها وما حمل معه من قيمها خاصة في مجال صيانة المال العام هذا مع نضوج تجربته وحصافة رأيه وابتعاده عن الشبهات ونأيه بنفسه عن الصراعات داخل السلطة ينضاف إلى ذلك ما يحظى به من تقدير في الاوساط السياسية الموالية ثمرة من ثمار عمله على رأس الحزب الحاكم في مرحلة من المراحل ثم لبلوغه من العمر محطة النضج والقدرة على تسيير الاختلافات بمنطق جامع فيه الاجتماعي والتربوي والسياسي والعلمي
من المؤكد أن اللوحة تضم كذلك شخصيات بارزة في المنظومة منها ولد مرزوك وزير الخارجية الدبلوماسي المخضرم واحد ابناء،موريتانيا البررة وكذا تضم الوزير الأول ولد اجاي الذي يتمتع هو الآخر بثقة القادة لكن يبقى غياب اسلكو ولد احمد ازيد بيه عن المقاربة مثيرا لعدد كبير من الأسئلة بل إن عدم توليه حقيبة وزارية هو تعطيل لقدرات ومهارات وتجارب وتراكمات يعتبر البلد في أمس الحاجة إليها في مثل هذه الظروف