أقام معهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها أمس الأحد نشاطا احتفائيا باليوم العالمي للغة العربية، وذلك ضمن شهر الاحتفاء به المقرر من عدة هيئات وجمعيات ثقافية.
وتضمن الحفل العديد من الفقرات من بينها كلمات رسمية مع المدير الجهوي للتعليم في ولاية نواكشوط الجنوبية، ورئيس الحملة الشعبية للتمكين للغة العربية وتطوير لغاتنا الوطنية الناطق باسم منسقية سدنة اللغة العربية، والأمين العام لجمعية المستقبل للدعوة والثقافة والتعليم، ورئيس مجلس اللسان العربي.
مدير المعهد الكوري عبد البركة أكد في كلمة بالمناسبة أن المعهد انطلاقا من مكانة اللغة العربية رسم رسالته، وحدد أهدافه، فانطلق قبل ما يزيد على ربع قرن من الزمن في تعليم هذه اللغة وحمل رايتها في أوساط الناطقين بغيرها ففتح المحاظر والفصول الدراسية وأقسام محو الأمية ونظم الدورات وسير رحلات النفير وأقام الأيام التعلمية إلى مناطق هؤلاء.
وأضاف ولد عبد البركه أن حصيلة هذا الجهد المبارك كانت كبيرة بحمد الله تعالى وثرية بعونه وتوفيقه.
وأشار ولد عبد البركة إلى أن المعهد وهو يقدم اليوم نماذج من حصيلة جهده وخدمته للغة العربية في أوساط الناطقين بغيرها، يشد على يد إخوانه في منسقية سدنة اللغة العربية، ويدعو إلى تكريس مزيد من الاهتمام بهذه اللغة العظيمة، في التواصل والإدارة وترجمة ذلك في نظم التعليم الرسمية والعمومية والأهلية، تجسيدا لدستور البلاد وانسجاما مع هوية المجتمع الإسلامية.
وأكد مدير المعهد أنه لا بد من الوقوف بإجلال وإكبار أمام المدافعين عن هوية الأمة ومقدساتها في الأقصى المبارك وفي أكناف بيت المقدس، وهم يسطرون ملحمة كبرى هي طوفان الأقصى، فنسأل الله تعالى أن يشد على أيديهم ويربط على قلوبهم ويثبت أقدامهم ويسدد رميهم وينصرهم على أعدائهم ومن خذلهم.
وذكر في كلمته بأن اللغة العربية تكتسي منزلة كبيرة في الإسلام، فهي لغة الوحي؛ قرآنا وسنة، فالقرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين، وهو عمدة الملة، والرسول الكريم الذي هو مبين القرآن رسول عربي، وهذا يدل على أن اللغة العربية لم تعد لغة قوم منذ أن نزل بها الوحي بل أضحت لغة دين، لها قداسة الدين ذاته وحرمته.
وأضاف ولد عبد البركة أنه بمثل هذا نظر لها المسلمون على اختلاف أعراقهم وشعوبهم فخدموها مثل ما خدموا علوم الدين الأخرى، كالتفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه والأصول، ولهذا وجدنا أسماء لامعة من غير العرب كانت في مقدمة مشاهير العلماء الذين خدموا هذه اللغة، مثل سيبويه وابن جني، وأبو علي القالي، والزمخشري، وغيرهم من الأعلام.
وعرف النشاط الاحتفائي تقديم نماذج من محاظر المعهد في مناطق الناطقين بغير اللغة العربية في كرمادكه، گيدي غار، آشويف، وكذا نماذج من المراكز في الرياض، وامبان، فضلا عن نماذج من خريجيه كالإمام والشيخ عبد الرحمن بيجل، وأحمد هارون، والمخرج السينماني خليفة سي.
وفي ختام الحفل تم تكريم الفائزين في المسابقة الثقافية في الخطابة، وذلك عقب تقديم ورقة تاريخية عن رائد اللغة العربية في غرب أفريقيا الحاج محمود باه.