من المنتظر أن تتيح الحملة الزراعية 50 الف فرصة عمل (تفاصيل)

سبت, 2022-07-23 12:20

في خطاب له بمناسبة الحملة الزراعية 3022-2023قال وزير الزراعة  آداما بكار سوكو إنه
من المنتظر أن تخلق الأنشطة الزراعية المبرمجة خلال هذه الحملة أكثر من خمسين ألف (50000) فرصة عمل موسمية، واستفادة حوالي مليون وست مائة ألف (1600000) مواطنا بشكل غير مباشر. كما يشكل التسيير المنصف للعقار الزراعي في مختلف النُّظم الزراعية منفذا آمنا لتقليص الفوارق بين مكونات شعبنا الأبي و إرساء العدالة الاجتماعية وخير برهان على عنايتكم الخاصة لهذه الطبقة من المواطنين.

و هذا نص خطاب الوزير:

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم

فخامة رئيس الجمهورية 
أصحاب المعالي الوزراء
أصحاب السعادة السفراء
السيد الوالي 
السيد رئيس جهة
السيد الحاكم 
السيد العمدة
السادة المنتخبون
السيدات و السادة الكرام، أيها المزارعون والمزارعات  
السيد الرئيس،
أتشرف اليوم بالوقوف أمام فخامتكم بمناسبة إطلاق الحملة الزراعية 2022 – 2023  و القافلة التحسيسية لنشر المعلومات الفنية و الممارسات الزراعية الجيدة و المبادرة التعبوية الوطنية من أجل النهوض بالزراعة والتي تكتسي أهمية خاصة بإشرافكم شخصيا عليها، ولما يعلق عليها الشعب الموريتاني العزيز من آمال مشروعة في إنتاج ما يستهلكه من قوت يومه بإحياء أرضه. كما يدل هذا الإشراف على الأهمية القصوى التي تولونها للقطاع الزراعي ضمن أولوياتكم من أجل القضاء على الفقر و الجوع. 
وتجسيدا لتعليماتكم السامية  وتوجيهاتكم الحكيمة من أجل تسخير الوسائل البشرية و المادية، واستجابة من الحكومة للإملاءات الظرفية المحلية و الإقليمة و الدولية الاستثنائية، يعمل قطاعنا على تحسين ظروف الإنتاج من خلال اتخاذ جملة من الإجراءات تتمثل في إعطاء عناية خاصة للتوسع المُطَّرد في الاستصلاحات الزراعية، وتنظيف وتعميق المحاور المائية وبناء وصيانة طرق  ومنشئات فك العزلة عن مناطق الإنتاج وكهربتها، وتعزيز الطاقم الإرشادي وتَحيين المعلومات والحزم التقنية وتوفير البذور المحسنة بالكميات الكافية والإهتمام بتقنيات حصاد المياه عبر بناء السدود والحواجز والتجهيزات الضرورية للري التكميلي في الزراعة المطرية. 
كما سيقوم القطاع بتوفير الدعم لجميع المزراعين مع تسهيل ولوج الفئات الهشة إلى وسائل الانتاج، ومواكبة المستثمرين الخصوصيين إدراكا منا بدور مساهمتهم في جهود الحكومة في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية من أجل تحقيق الأمن الغذائي.
صاحب الفخامة،
السيدات و السادة
تهدف الحملة الزراعية 2022 – 2023، والتي تمثل الإنطلاقة الفعلية للمبادرة التعبوية الوطنية من أجل النهوض بالزراعة، إلى استغلال حوالي ثلاث مائة ألف (300000) هكتار من مختلف المحاصيل الزراعية وهو ما سيمكن من تغطية نسبة  سبعة و أربعين (47%) في المائة من الاحتياجات الوطنية من الحبوب التقليدية و ثلاثة و تسعين  (93%) في المائة من الأرز.
وتلعب تنمية الزراعة المطرية دورا هاما  في التثمين والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية. ومن أجل دعم وترقية هذه الزراعة، تم توفير كميات معتبرة  من بذور المحاصيل التقليدية، والقيام بتسييج مواقع متعددة لحماية المزارع من الحيوانات السائبة. 
و في السياق ذاته، نعمل على خلق ظروف إنتاج مناسبة وجَاذِبة للشباب نحو الزراعة المطرية التي سترتكز على المكننة التدريجية للعمليات الزراعية بإقتناء كميات كبيرة من المحارث والجرارات المزودة بالملحقات  المختلفة. 
و أما بالنسبة للزراعة المروية، فإن  توفير المدخلات الزراعية في الوقت المناسب وبالكميات الكافية والجودة المطلوبة يشكل عاملا حاسما لنجاحها، لذلك حرصنا على إقنتاء كميات من الأسمدة الضرورية بانواعها المختلفة ستمكن  من تغطية حاجيات هذه الحملة الخريفية.كما سيتم اقتناء وحدتين متكاملتين من آليات الاستصلاح الزراعي  وحاصدات الأرز لفائدة المزارع الجماعية.

فخامة الرئيس
السيدات و السادة
في مجال زراعة الخضروات، ستتم مضاعفة المساحة المستغلة مقارنة بالحملة الماضية مع توزيع  كميات معتبرة من البذور المحسنة والهجينة من مختلف أنواع الخضروات وهو ما سيمكن من تغطية نسبة ستين في المائة (60%) من الإحتياجات الوطنية من الخضروات مقارنة بنسبة عشر في المائة (10%) في الحملة المنصرمة.  
كما يعكف القطاع على إدخال الزراعة المحمية لإنتاج الخضروات على مدار السنة، حيث سيتم اقتناء وتركيب عدة  بيوت محمية مجهزة بشكل كامل. كما سنعمل على دعم  حفظ وتخزين وتسويق الخضروات وحماية المنتوج المحلي في فترات الذروة بالتنسيق مع الجهات المعنية. 
فخامة الرئيس 
السيدات والسادة 
تلعب زراعة  نخيل التمر دورا اقتصاديا  هاما كما تمثل موروثا حضاريا لساكنة المناطق الواحاتية مما دفع القطاع إلى برمجة تأهيل مساحات كبيرة ستمكن من إنتاج حوالي أربعة وثلاثين ألف (34000) طن من التمور . 
 و في  إطار جهودنا لتثمين و ترقية زراعة النخيل، وبرعايتكم السامية، يافخامة الرئيس، سنقوم بالتعاون مع جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر و الإبتكار الزراعي بتنظيم المهرجان الدولي الأول للتمور الموريتانية في الفترة مابين 26 و 28 أغسطس 2022 وهو ما سيمثل سانحة فريدة لترويج منتجاتنا الوطنية وكذا إبرام اتفاقيات شراكة هامة مع الهيئات والفاعلين في قطاع انتاج التمور .  
صاحب الفخامة، 
إن إدخال ودمج محصول القمح في منظومتنا الزراعية اصبح ضرورة ملحة في ظل تأثر سلاسل التموين بالأزمة الروسية الأوكرانية والاعتماد الكلي للبلاد لتوفير حاجياتها من هذه المادة على الاستيراد. 
وعملا بمُقْتَضَيَات توجيهاتكم السامية بضرورة تحقيق السيادة الغذائية، فإن القطاع يعتزم زراعة مساحات واسعة من القمح خلال هذه الحملات الثلاثة المقبلة في إطار المبادرة التعبوية الوطنية من أجل النهوض بالزراعة. وكما سنعمل على تطوير زراعة الأعلاف الخضراء استجابة للحاجة الماسة إليها بالنظر الى الثروة الحيوانية  الهامة التي تزخر بها بلادنا.
فخامة الرئيس
السيدات والسادة
إن نجاح هذه الجهود كلها مرهون بمدى التحكم في الاضرار التي قد تخلفها الآفات الزراعية على المحاصيل الزراعيةالمختلفة. وفي هذا الصدد، نظم القطاع حملة ناجحة لحماية محصول الأرز في الموسم الصفي المنصرم من هجمة شرسة للطيور آكلة الحبوب بواسطة فرق برية وأخرى جوية مجهزة بطائرتين مسيرتين ومعززة بطائرة عسكرية.
وهنا أسمحوا لي فخامة الرئيس أن أعبر عن شكرنا لقطاع الدفاع الوطني على هذه الخدمة الإضافية التي تعبر عن رؤيتكم الثَّاقِبة للتكامل ما بين الأمن الغذائي و السيادة الوطنية و التنمية. 
وفي إطار سعينا الدؤوب إلى تعزيز مكافحة الآفات الزراعية، فإنه سيتم إقتناء المزيد من السيارات رباعية الدفع و الطائرات المسيرة والمبيدات مع إعطاء الأولوية للمكافحة المتكاملة والطرق البديلة المُحتَرمِة للبئية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستديمة و أجندة الأمم المتحدة 2030.
فخامة الرئيس؛
السيدات و السادة 
يشكل القطاع الزراعي رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلادنا ويتطلب يدا عاملة مكثفة تمكن من امتصاص البطالة وخلق فرص عمل للشباب وخاصة  في اطار الجهود المبذولة لتحسيين ظروف الإنتاج وإدخال المكننة على طول سلسلة الإنتاج. 
ومن المنتظر أن تخلق الأنشطة الزراعية المبرمجة خلال هذه الحملة أكثر من خمسين ألف (50000) فرصة عمل موسمية، واستفادة حوالي مليون وست مائة ألف (1600000) مواطنا بشكل غير مباشر. كما يشكل التسيير المنصف للعقار الزراعي في مختلف النُّظم الزراعية منفذا آمنا لتقليص الفوارق بين مكونات شعبنا الأبي و إرساء العدالة الاجتماعية وخير برهان على عنايتكم الخاصة لهذه الطبقة من المواطنين كما تم في مزرعتي  الشيشية و بوكي Extension وفي الواحات النموذجية في كل من يغرف و تيارت السدر وودان وغيرها. 
فخامة الرئيس 
السيدات و السادة
في إطار ترقية وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص من أجل إحداث نهضة زراعية شاملة و استغلال مقدراتنا الزراعية بشكل أمثل لتحقيق الاكتفاء الذاتي في المواد الاستراتيجية، فإننا منفتحون على المبادرات الخصوصية الوطنية والدولية لترسيخ الرؤية الهادفة إلى تحقيق الأمن الغذائي و الاستدامة البيئية و خلق فرص اقتصادية يمكن الاعتماد عليها. كما نُعَوِّلُ على المشاركة الفاعلة للمجتمع المدني و شركائنا في التنمية في هذا التوجه. 
وقد أعطت بعض الشراكات مع القطاع الخاص خلال الحملة الماضية نتائج مشجعة تستحق الإشادة  و الدعم، من بينها  شركة سدران لإنتاج الخضروات  و شركة ثمار لإنتاج الأعلاف، وشركة سمكا  ومزرعة السيد بارو  وشركة اجريكوسبت Agriconceptومزرعة محفوظ في مقاطعة كرو والذين يعدون من طلائع القافلة. ومن هذا المنطلق أهيب بأصحاب المبادرات والمشاريع الزراعية التى أعلنوا عنها أمام فخامتكم في 7 إبريل الماضي بوضع يد في يد معنا من أجل تجسيد تلك الالتزامات على أرض الواقع ومشاركتهم النشطة في المبادرة التعبوية الوطنية من أجل النهوض بالزراعة في موريتانيا.
و في الختام، أدعوكم فخامة الرئيس بزيارة المعرض المقام بهذه المناسبة إيذانا بإنطلاقة الحملة الزراعية 2022-2023 و القافلة التحسيسية لنشر المعلومات الفنية و الممارسات الزراعية الجيدة و المبادرة التعبوية الوطنية من أجل النهوض بالزراعة لتكون الخطوة الأولى من بداية مسار لا رجعة فيه نحو تحقيق الأمن الغذائي، مع تمنياتي من العلي القدير أن تكلل جهود الجميع بالنجاح والتوفيق إيمانا بوعده سبحانه و تعالى << إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا>>  صدق الله العظيم (الكهف)
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته."