
في مساء عطلة نهاية الأسبوع، وفي لفتة بالغة الأهمية والتأثير، حضرت السيدة هدى بنت باباه، فعالية انتخاب مكتب آباء تلاميذ المدرسة التي يدرس بها أطفالها. لم يكن هذا الحضور مقررًا ضمن بروتوكولات الوزارة الرسمية أو المناسبات الحكومية المعلنة، بل كان حضورًا عفويًا وتلقائيًا يعكس اهتمامًا شخصيًا عميقًا بالعملية التربوية والمجتمع المدرسي. لقد تجاوزت هذه الخطوة الإطار الشكلي، لتحمل رسالة قوية ومباشرة للمواطنين وأولياء الأمور على حدٍ سواء.
لقد كان هذا الحضور مؤثرًا وموفقًا للغاية، بل وشكل أكبر جرعة ثقة يمكن أن تتلقاها المدرسة الجمهورية التي أطلقها وبشر بها فخامة رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني. إن مشروع المدرسة الجمهورية ليس مجرد تعديل هيكلي، بل هو رؤية وطنية تهدف إلى بناء نظام تعليمي موحد وعادل، نظام نسعى جميعًا، من أعلى المستويات إلى القاعدة الشعبية، لخدمة أسباب نجاحه وتثبيت أركانه.
إن المدرسة الجمهورية تمثل حجر الزاوية في مسعى الدولة لإذابة الفوارق الاجتماعية والاقتصادية بين شرائح شعبنا المختلفة، وإتاحة الفرصة المتساوية لكل طفل للنمو والازدهار. وهي، في حقيقة الأمر، تبحر بثقة نحو هذا الهدف النبيل، لكنها تواجه صعوبات حقيقية في مسيرتها، تكمن أبسطها وأكثرها جذرية في ثقة الآباء والأمهات وتوجسهم من التغيير وما قد يترتب عليه.
هنا، يبرز الأثر البالغ لحضور السيدة الوزيرة هدى،
إن مجرد وقوفها جنبًا إلى جنب مع أولياء الأمور العاديين، ومشاركتها في فعالية أساسية مثل انتخاب مكتب الآباء، دفع بالشعور بالأمان والثقة لدى الآباء والأمهات بقوة إلى القمة. لقد ألغت هذه اللفتة الفوارق والمسافات، وجعلت أولياء الأمور يشعرون بأنهم جزء لا يتجزأ من منظومة لا تقتصر مسؤوليتها على المدرسة فحسب، بل تمتد لتشمل أعلى هرم الدولة.
لقد أضافت مشاركتها العفوية أفقًا من الأمل ومزيدًا من النور على مشروع المدرسة الجمهورية. هذه الأفعال، التي تتجاوز الكلمات والخطابات الرسمية، تبعث برسالة واضحة مفادها أن القيادة العليا في البلاد تولي هذا المشروع اهتمامًا شخصيًا وعمليًا، وأنها شريكة في تفاصيله الدقيقة.

